بالنسبة لمراكز التجميل والمساج، والتي تقوم بما يسمى (spa)، أريد أن أسأل فضيلتكم: هل هناك حرج في أن تذهب المرأة إلى أحد هذه المراكز ذات السمعة الطيبة على أن يقوم بالمساج وسائر النشاطات سيدة؟ وكذلك السؤال بالنسبة للمراكز المعنية بالرجال؟ جزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا حرج في التعامل مع هذه المراكز إذا التزمت بالأحكام الشرعية المتعلقة بالاختلاط وستر العورات.
وقد علمت أن عورة المرأة بالنسبة للمرأة كعورة الرجل بالنسبة للرجل أي ما بين السرة والركبة، ومن أهل العلم من قصَره على ما يظهر من المرأة عادة، أي مواضع الزينة، تمامًا كالذي تظهره المرأة عند محارمها، فقد قارن الله النساء في الآية بالمحارم، فاستدل به من قال باستوائهم فيما يجوز أن تظهره المرأة أمامهم، قال الله: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ﴾ [النور: 31]. وقد رجح هذا القول جمع من محققي العلماء.
فإن تعيَّن التدليك لضرورة طبية ساغ الترخُّص بكشف ما لابد من كَشْفه لدفع هذه الضرورة. والله تعالى أعلى وأعلم.