امرأة لها ولد وثلاث بنات، وهي تعيش عند ابنها وتنفق من مالها المدخر على نفسها وحاجاتها، ونفد ما لديها من مال، وبقي عندها عقارات، وهي تريد بيع العقارات والأملاك الثابتة لتنفق على نفسها، ولكن بناتها احتججن عليها بأنه يجب على ابنها أن ينفق عليها من ماله لأنه سيرث بعد ذلك تلك الأصول الثابتة ويشارك الأخوات الثلاث فيهن. فهل يجب على الولد أن ينفق على أمه في حاجاتها الخاصة رغم قيامه بكثير من الواجبات؟ وهل يعتبر بيع الأم لبعض أملاكها حيفًا على حقوق الورثة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
إنفاق الولد على أمه وعدم إلجائها إلى بيع عقاراتها للإنفاق على نفسها من جملة البر المحمود، الذي نرجو أن يعقبه الله إياه عافية في بدنه وسعة في رزقه وصلاحًا في ذريته وحسنًا في خاتمته، ولكن بيع الأم بعض ممتلكاتها لتنفق على نفسها ليس حيفًا على أحد؛ لا على الورثة ولا على غيرهم، لأن للمرء أن يتصرف في ماله في حياته بالمعروف لينفق على نفسه ما يصلحها، فقد جعلها الله قيامًا للناس، وهل تُقتنى الأموال إلا لهذا؟! ونسأل الله التوفيق للجميع. والله تعالى أعلى وأعلم.
