شيخنا، لي سؤال: لو أن شخصًا مثلًا دار حديث في داخل نفسه بدون تلفُّظ به، فإنه معلومٌ أن الله قد تجاوز عن حديث النَّفس؛ لحديث: «إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ ».
لو أن رجلًا مثلًا دار في نفسه أشياءُ حول الطَّلاق ثم هزَّ رأسَه، فهل في هذا شيءٌ؟ وماذا لو كان الشَّخصُ عنده وسوسةٌ ولا يتذكَّر بالضبط ما الذي دار في نفسه؟ إضافةً إلى ذلك أنه كان يحاول أن ينام وهذه الحركة مثلًا حدثت في لحظاتٍ وهو لم يتلفَّظ بشيء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الأمر كما ذكرت أن اللهَ تجاوز لهذه الأمة عما حدَّثَتْ به نفسها ما لم تعمل به أو تتكلَّم، فاطرح عنك هذه الوساوس، واعمر قلبك بذكر الله عز و جل ، ولا يزال لسانُك رطبًا بذكره، فلا شيء أرضى للرحمن وأطرد للشَّيطان من المداومة على الذكر(1). زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
___________________
(1) فقد أخرج أحمد في «مسنده» (4/188) حديث (17716)، والترمذي في كتاب «الدعوات» باب «ما جاء في فضل الذكر» حديث (3375) من حديث عبد الله بن بسر رضي الله عنه : أن رجلًا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثُرت عليَّ فأخبرني بشيء أتشبث به. قال: «لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ الله». وقال الترمذي: «هذا حديث حسن».