أنا مواطن ليبيٌّ، وكنت منذ حوالي 17 سنة مريضًا وأحتاج لعمليَّة جراحية، وقام والدي بأخذ قيمة العمليَّة- والتي أجريت في مصر- من خالي، وبعد فترة لا تتجاوز 5 أشهر علمت بأن هناك لجنةً طبية في ليبيا للموافقة على السماح بتصريف قيمة مالية من العملة الليبية إلى الدولار بالسِّعر الرسمي، أي الألف دينار بحوالي 3 آلاف دولار، وقيمة الصرف هذه عن طريق مصرف ليبيا المركزيِّ، وهذا فقط للملف الذي توافق عليه هذه اللَّجنَّة الطبية، أي أنه تسمح لك هذه الموافقة بتحويل ألفي دينار من مالك الخاص إلى 6 آلاف دولار، علمًا بأن الألفي دينار في السُّوق السوداء إذا قمت بشراء دولارات بها سوف تتحوَّل إلى ألفي دولار فقط.
المهم هو أنني وضعتُ الملف في هذه اللجنة على أنني لم أقم بالعملية، وكانت هناك بعض الزيادات في حجم الحالة، حتى يتم الموافقة بسرعة، وعليه تمت الموافقة وقمت بوضع ألفي دينار وأعطوني قيمة التحويل، وهي 6 آلاف دولار.
وبعدها علمتُ بأنه يُمكنني الحصول على موافقة بتحويل قيمة ألفي دينار مرَّة أخرى إذا قمت بإحضار تقرير بأن الحالة أي الحالة الصِّحِّية تحتاج لمزيد من العلاج.
وفعلًا أحضرت التَّقْرير وجاءت الموافقة وقمت بوضع ألفي دينار وأعطوني قيمة التَّحْويل 6 آلاف دولار.
أنا أشعر بأنني لم آخذ فلوس أحد، أي أن المال مالي وحوَّلته من العملة الليبية إلى الدولار، وفي هذا الوقت كنت أتحصل على هذه الموافقة من اللَّجنَّة الطبية لتحويل هذا المال، ولكنني أشعر بأن التَّقْرير الذي قدم للجنة كان به بعض الزيادات، والذي جعلني الآن أشعر بأن هذا المال به شبهة.
لذا أرجو منكم أن تُفتوني في هذا الموضوع، علمًا بأن هذا الموضوع له حوالي 17 سنة، فأنا أريد أن أجعل مالي حلالًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فزادك الله حرصًا وتُقًى، وما كان ينبغي لك أن تزيد في تقريرك الطبي عن وصف حالتك بأمانة فإن الصدق أمانة والكذب خيانة، أما وقد جَرَت الأمور على هذا النَّحو فاستغفر الله تعالى مما فعلت، ولا أرى حرجًا فيما أخذت إذا كانت القيمة الرسمية تُمثِّل القيمة العادلة للتحويل، لأن حقَّ التَّحْويل بالسِّعر العادل حقٌّ مكفول لكلِّ النَّاس: المرضى والأصحاء على حدٍّ سواء، وفرض سعر لا يُمثِّل القيمة العادلة جورٌ وعسف.
ولمزيد من البراءة والطُّمَأنينة ننصحك بالإكثار من الصَّدقات؛ فإن الحسنات يذهبن السَّيِّئات(1).
ونسأل الله لنا ولك التَّوفيق والسَّداد، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) قال تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود: 114].