أعاني منذ فترة بمرضٍ وأرى النَّاس تُعيِّرني بذلك، مما سبَّب لي الإحراج كثيرًا بَدَنيًّا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن ««مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ»»(1)، ولا يزال البلاءُ بالعبد المؤمن حتى يمشي على الأرض وليست عليه خطيئةٌ واحدة(2).
وأرجو أن يطيبَ خاطرك بما روي في الحديث القدسيِّ من قوله تعالى فيما يرويه عنه النَّبيُّ ﷺ: ««إِذَا وَجَّهْتُ إِلَى عَبْدٍ مِنْ عَبِيدِي مُصِيبَةً فِي بَدَنِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ وَلَدِهِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ ذَلِكَ بِصَبْرٍ جَمِيلٍ اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ أَنْصِبَ لَهُ مِيزَانًا أَوْ أَنْشُرَ لَهُ دِيوَانًا»»(3).
ولعلك تتأسَّى بقول الشاعر:
|
|
|
|
أمَّا الذين يُعيِّرونك فحسابُهم على الله، وهم بذلك لا يظلمون إلا أنفسَهم ولا يبغون إلا عليها، وهل معهم من الله عهد ألا يبتليهم بمثل ما ابتلاك به؟!
أسأل اللهَ أن يَرُدَّهم إليه ردًّا جميلًا، وأن يُفرغ على قلبك صبرًا، وأن يرزقك العفوَ عنهم فإنه من عفا وأصلح فأجره على الله(5). واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
______________
(1) أخرجه البخاري في كتاب «المرضى» باب «ما جاء في كفارة المرض» حديث (5645) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
(2) أخرجه مسلم (2398).
(3) أخرجه القضاعي في «مسند الشهاب» (2/330) حديث (1462)، وابن عدي في «الكامل» (7/150) حديث (2060)، والديلمي في «مسند الفردوس» (3/172) حديث (4459)، والدينوري في «المجالسة وجواهر العلم» (1/23) حديث (101)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ، وقال الدينوري: «إسناده واه جدًّا»، وذكره العراقي في «تخريج أحاديث الإحياء» (2/1015) وقال: «سنده ضعيف».
(4) الأبيات لأبي العتاهية؛ وهي من بحر الكامل.
(5) قال تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [الشورى: 40]