ما هو العمل تجاه تمسُّك الجدِّ بحفيده الذي نشأ وتربَّى في كنفه منذ مولده وحتى عامه الرَّابع حاليًّا؛ وذلك لظروف مرض أمِّه، خاصَّةً مع شِدَّة تمسُّك الطِّفْل بالمعيشة مع جدِّه، وهذا مخالف لرغبة والديه ويُسبِّب الكثيرَ من الألم لأمِّه ويُوقع أبيه في الحرج ما بين رغبته في ولده وتحقيق رغبة زوجته من جانبٍ، وما بين تخوُّفه على أبيه لشدَّة ارتباطه بحفيده ولحرصه على رضاه من جانبٍ آخر، مع اعتبار أن كلَّ الأطراف من الملتزمين دينيًّا يخشون ارتكاب الظُّلْم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإننا ندعوكم إلى السَّداد والمقاربة، الأصل هو بقاء الولد مع والديه، فهما المكلفان شرعًا بالقيام عليه تعهُّدًا وتربيةً وتوجيهًا وتهذيبًا، وحقُّهما في هذا مُقدَّم على حقِّ مَن سواهما مهما بلغت درحة قرابته.
وينبغي مراعاة مشاعر جدِّه ومقابلة وفائه بوفاء؛ فقارِبوا وسدِّدوا(1)، واستلهموا اللهَ الرُّشد. ونسأل اللهَ أن يُلهمكم الرشد في القول والعمل. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) ففي الحديث الذي أخرجه البخاري في كتاب «الإيمان» باب «الدين يسر» حديث (39) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي ﷺ قال: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْـجَةِ».
