رزقني اللهُ بثلاثة بناتٍ نعمةً كبيرة من الله، وأنا راضٍ جدًّا بما رزقني الله والحمد لله على كلِّ حالٍ، إلا أن زوجتي منذ ميلاد آخر بنت- سبع سنوات- لم يحدث أيُّ حمل وهي عمرها الآن اثنان وأربعون عامًا، هل أعرض زوجتي على الطبيب للعلاج لإحداث الحمل؛ لأن زوجتي لا تحمل إلا بالمتابعة والعلاج لتنشيط التبويض، أم أكتفي بذلك والحمد لله، وهل عليَّ إثم إذا اكتفيت بذلك ولم أعرض زوجتي على الطبيب للعلاج لإحدث الحمل؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن طلب الولد الصَّالح ذكرًا كان أو أنثى من الأمور المشروعة، وقد طلبه نبيُّ الله زكريا كما ذكره الله تعالى عنه في قوله تعالى: ﴿ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا﴾ [مريم: 2 – 5]، والتماس هذه النعمة ببذل أسبابها ومن ذلك العلاج من الأمور الـمشروعة كذلك، ولا يتعارض مع الرضا بقضاء الله عز وجل ، فافعل ولا حرج، واجتهد في أن يكونَ ذلك من خلال طبيبة ما استطعت، حتى لا تعرض زوجتك لكشف عورتها أمام الرِّجال الأجانب. ونسأل اللهَ أن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.