صديقة لي علمت بأن صديقتها- وهي متزوجة- على علاقة بزوجها، فطلقت صديقتي من زوجها بسبب علاقته مع هذه المرأة خطافة الرجال، وصديقتي الصالحة لم تخبر زوج هذه المرأة وتسترت عليها، ولكنها حذرت بعض صديقاتها من هذه المرأة، ولكن بدون أن تخبرهم بالتفاصيل، وقالت لهن أن يحذرن منها، وأنا على دراية كاملة بالموضوع، وأرى تلـك المرأة كثيرًا، ولـي بعـض الصديقات متقربات منها ولا يعرفن شيئًا عن شرها، وأنها تعمل علاقة مـع الرجل الذي يعجبها.
فهـل أنبه صديقاتي؟ وهل يجب إخبار زوج هذه المرأة عن علاقتها بغيره لكي يتصرف وذلك من باب النصيحة؟ أم مـا هو التصرف الأمثل؟ بارك الله فيكم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الأصل في الغيبة التحريم، وأنها من الكبائر، فلا يرخَّص فيها إلا لغرض صحيح شرعي لا يمكـن الوصول إليه إلا بها، فالغيبة لا تحل إلا في مواضع محددة، ذكر منها أهل العلم التحذير، وما أبيح لحاجة فإنه يُقدَّر بقدرها ولا يتوسع فيه، فينبغي أن يقتصر من ذلك على ما تندفع به الحاجـة، ولا يدخلك في دائـرة النميمة والإفساد بين الناس، وقد يكون في التلميح ما يغني عن التصريح في مثل هـذه المواقف.
ويمكن تهديد هذه المرأة بأنها إن لم تنته عن غيها فسوف يبلغ أولياؤها- زوجها وأهلها- ولعـل في هـذا ما يردعها.
بقيت مسألة أن مثل هذا لا يُبنى على الوهم أو الظن، فما لم يكن لديك يقين بما تقولين فالأصل خزن اللسان وإمساكه، وعند الله يجتمع الخصوم! ونسأل الله الهداية للجميع. والله تعالى أعلى وأعلم.