1-أرجو من سيادتكم توضيح مارأيكم في أستخدام المناديل الورقية المعطرة لأن أحد الملتزمين ركب معي سيارتى وكان محتاج منديل فأعطيتة ولكني وجدتة يقربة من أنفة فوجد به رائحة فرفض أستخدامة ! فهل بالفعل أستخدام المناديل المعطرة لا يستحب؟
2-ما الحكم في التبول واقفا حيث أني أجد بعض الرزازالخفيف علي البنطلون أثناء التبول فهل يجوز الوضوء والصلاة بهذا البنطلون
أرجو الرد سريعا وجزاك اللة كل خير
الإجابة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فإن أهل العلم تحدثوا عن اجتناب المحرم للمناديل المعطرة نظرا لما يجب على المحرم من اجتناب الطيب، وقد عنون البخاري في صحيحه فقال (باب ما ينهى من الطيب للمحرم والمحرمة وقالت عائشة رضي الله عنها لا تلبس المحرمة ثوبا بورس أو زعفران) أنهما في ذلك سواء، الرجال والنساء ولم يختلف العلماء في ذلك، وإنما اختلفوا في أشياء هل تعد طيبا أو لا؟ والحكمة في منع المحرم من الطيب أنه من دواعي الجماع ومقدماته التي تفسد الإحرام ، وبأنه ينافي حال المحرم ، فإن المحرم أشعث أغبر، وفي فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( المناديل المعطرة إذا كانت رطبة وفيها طيب رطب يعلق باليد فلا يجوز للمحرم أن يستعملها ، أما إذا كانت جافة وكانت مجرد رائحة تفوح كرائحة النعناع والتفاح فلا بأس” انتهى . أما غير المحرم فلا حرج في استخدامه الطيب سواء أكان في المناديل ام كان في غيرها
أما بالنسبة للتبول فقد كان غالب هديه صلى الله عليه وسلم في التبول هو التبول جالسا حتى قالت أمنا عائشة رضي الله عنها (: ” مَن حدّثكم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَبُول قائما فلا تصَدِّقوه، ما كان يبول إلا قاعداً ) رواه الترمذي ( الطهارة/12) وقال هو أصح شيء في هذا الباب وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي برقم 11
ولكن قد وردت الرخصة بالبول من قيام فيما رواه البخاري ومسلم من حديث حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه أَتى سُبَاطَةَ قومٍ فبالَ قائِماً ) ولعله صلى الله عليه وسلم قد فعل ذلك ليُبَيِّن للناس أن البول قائماً ليس بِحَرَام، أو لكَوْنِه في موضِعٍ لا يتمكَّن فيه من الجلوس.
ومحل ذلك إذا أمن تطاير رشاش البول على بدنه وثوبه، وأمن انكشاف عورته، اما مع حدوث ذلك أو الخوف منه فلا ينبغي لاحد أن يبول قائما، لأن عامة عذاب القبر من عدم الاستبراء من البول، لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ فَتَنَزَّهُوا عَنْهُ) وصححه الألباني في “صحيح الجامع” (3002) .
وقد روى البخاري (216) ، ومسلم (292) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : ” مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ المَدِينَةِ ، أَوْ مَكَّةَ ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يُعَذَّبَانِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ) ثُمَّ قَالَ: ( بَلَى ، كَانَ أَحَدُهُمَا لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ ، وَكَانَ الآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ) ” قَالَ ابن دَقِيقِ الْعِيدِ رحمه الله : ” سِيَاقُ الْحَدِيثِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِلْبَوْلِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى عَذَابِ الْقَبْرِ خُصُوصِيَّةً ” “فتح الباري” (1/ 318) . والله تعالى اعلى وأعلم