زوجي يدرس في الماجستير في كلية التجارة، وهو ملتزم وهناك مادة صعبة إلى حد ما ومعهم طالبة أنهت دراستها في كلية التجارة العام الماضي وتعيَّنت معيدة في كليتها، وهي متبرجة تبرعت لتجمع عددًا من زملائها تقريبًا عشرة أو خمسة عشر شخصًا لتوضح لهم ما يستشكل عليهم في مكتبة الجامعة، فهل يجوز شرعًا الاختلاط والجلوس معها على منضدة واحدة بحجة الفهم؟ مع العلم بأنه يقول أنه لو جلس وحده يفهم المادة سيفهمها ولكن ستتطلب منه مجهودًا وهي ستوفر بشرحها لهم نصفَ هذا المجهود.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأُقدِّر غَيْرَتك على زوجك، وحرصك على صفاء نفسه وسلامة آخرته، ولا شك أن ما تذكرينه خلاف الأصل، ولا ينبغي أن يعدل عن الأصل إلا لحاجة ظاهرة، والحاجة هي ما يتضرر بتركها، وإن الحاجة التي رخصت له في الالتحاق بهذه الكلية ابتداء، وفيها يحاضر الرجال والنساء، هي نفس الحاجة التي قد ترد اليوم عندما تحاضر له معيدة في مجمع من الدارسين! فهذا من جنس ما عاشة على مدى سنوات الجامعة من أولها إلى منتهاها أليس كذلك؟!
فإن خلا هذا اللقاء من الخلوة المحرمة، وتعذرت البدائل أو انعدمت؛ فإنه يوصى بغض البصر ما استطاع، وتقليل المفاسد ما استطاع، وأن تقدر الحاجة بقدرها، ويسعى في الخروج منها، والأمر متروك إلى تدينه وورعه وتقواه. والله تعالى أعلى وأعلم.