لي صديقة تحب الجلوس في الحمام طويلًا، لدرجةٍ تصل إلى أنها تجلس لمدة ساعة كاملة وأكثر، ويحدث لها معظمَ اليوم التخيلات بين الزوجين وهي غير مُتزوِّجة، فماذا تفعل؟
وهناك سؤال آخر، هو: أنها يتقدم لها أكثر من خاطب من المناسبين ولكن لا يحصل نصيب بينهم، وحتى العمل قدَّمت في أكثر من شركة ولكن لما يحدث لها نصيب أيضًا. هل هذا عقاب من الله لبُعدها عنه وقلة صلاتها؟ هل هناك حلٌّ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يُكشف إلا بتوبة(1)، وتعسير الزَّواج وتعسير العمل من الابتلاء الذي ينبغي للمرء أن يتعرَّف على أسبابه، وأن يُبادر إلى التَّوْبة منها، فقد قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى: 30].
وقد هالني ما أشرت إليه من قلة صلاتها، فإن كنت تعنين أنها تُقصِّر في الفرائض فتلك لعمر الله قاصمة الظهر، فإن الرَّسول ﷺ قال: «إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ وَالشِّرْكِ تَرْكَ الصَّلَاةِ» (2)، وقال ﷺ: «الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ»(3).
وكان عمر يقول: «لا حَظَّ في الإسلام لمن ترك الصَّلاة، ولا سهم في الإسلام لمن ترك الصَّلاة»(4).
أما إطالة جلوسها في الحمام واستسلامها للهواجس والتخيلات الجنسية فهو بدوره من جملة البلاء؛ فَلْتُقْلع عن هذا وذاك، وَلْتُبادر إلى التَّوْبة إلى الله جلَّ وعلا، وَلْتَلْتمس لها رفقةً صالحة تُذكِّرها إذا نَسِيَتْ، وتعينها إذا تذكرت.
وأسأل الله أن يردها إليه ردًّا جميلًا، وأن يحملها في أحمد الأمور عنده وأجملها عاقبة. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) أخرجعه مسلم (727).
(2) أخرجه مسلم في كتاب «الإيمان» باب «بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة» حديث (82) من حديث جابر رضي الله عنه .
(3) أخرجه أحمد في «مسنده» (5/346) حديث (22987)، والترمذي في كتاب «الإيمان» باب «ما جاء في ترك الصلاة» حديث (2621)، والنسائي في كتاب «الصلاة» باب «الحكم في تارك الصلاة» حديث (463)، وابن ماجه في كتاب «إقامة الصلاة والسنة فيها» باب «ما جاء فيمن ترك الصلاة» حديث (1079)، والحاكم في «مستدركه» (1/48) حديث (11). من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه ، وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»، وقال الحاكم: «حديث صحيح الإسناد لا تعرف له علة بوجه من الوجوه فقد احتجا جميعًا بعبد الله بن بريدة عن أبيه واحتج مسلم بالحسين بن واقد ولم يخرجاه بهذا اللفظ، ولهذا الحديث شاهد صحيح على شرطهما جميعًا»، وصححه الألباني في «مشكاة المصابيح» حديث (574).
(4) أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (1/536) حديث (2038).