سيدي الفاضل، أمي سيدة مسنة تبلغ من العمر 81 عامًا، وبها الكثيرُ من الأمراض- شفاكم الله وعافاكم- وهي طوال عمرها حريصة ومواظبة على الصلاة، وحريصة على الصيام، ولكن منذ حوالي سنتين منعها الأطباء من الصيام نظرًا لتدهور حالة الكلى والكبد، وهي حجَّت إلى بيت الله الحرام واعتمرت مراتٍ عديدة، ولا نزكي على الله أحدًا، وهي الآن أصبحت حركتها صعبةً وإن كانت تستطيع الحركة ولكن بمساندة أحد لها، وهي تعيش مع أختي المطلقة في منزلها، والتي ضجَّت من خدمتها، وأمي الآن أصبح الوضوء لها مشقَّةً كبيرةً، ولكي تحتفظ بوضوئها حتى تصل من الحمام للغرفة أصبح موضوعًا صعبًا جدًّا، والخطير في الأمر، والذي أسال عنه الآن هو أنها بدأت تفقد اهتمامها وحرصَها على الصلاة. فماذا نحن فاعلون؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فكم يسوءُني أن تقول لي أن أختك- غفر الله لها- قد ضجَّت من خدمة أمها، فأين البرُّ بالوالدين؟! وأين وصيَّةُ الله بهما؟!
يمكنك يا بني أن تُعين أمَّك على الوضوء، ولا يضرها- وحالها ما صفت- ما خرج منها إلى وقت الصلاة التالية، فإن أصحاب الأعذار الدائمة يتوضئون لوقت كل صلاة، ولا يضرُّهم ما خرج منهم إلى أن يحين وقتُ الصلاة الأخرى، فإن عجزَتْ عن الوضوء فالتيمم.
وأَلِنْ لها القولَ يا بني، واخفض لها جناحَ الذُّل من الرحمة(1)، وتألَّف قلبَها على استدامةِ الطاعة، ليُختم لها بخير إن شاء الله.
واحرص على أن تغنم أجرَها وأن تظفر ببرها، فإنها كنز في بيتك ستفقده عما قريب. والله تعالى أعلى وأعلم.
——————————–
(1) قال تعالى: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء: 24].