زوجتي تجلس أمام الإنترنت، وقد أمرتُها كثيرًا ألا تنظر إلى الرجال، كالمشايخ والدعاة، في أثناء إلقاء الدروس أو الخطب، وغيرهم، فأنا لا أُحِبُّ ذلك، وهي تحتجُّ بأن نظرها لا يكون بشهوةٍ، فهل أَمْري لها بعدم النظر إلى الرجال وإن كان بغير شهوة تعنُّت وغَيْرة مذمومة، أم أنه حقٌّ للزوج يكفله له الشرع؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الزوجةَ يلزمها طاعةُ زوجها في غير معصيةٍ، والزوج ينبغي له أن يرفق بأهله، وألا يُعنِّتهم، وألا يغار في غير ريبة، فإن اللهَ يكره الغَيْرةَ في غيرِ رِيبةٍ، وأَمْرك لها بعدم النظر إلى المشايخ لغَيْرة تجدها في نفسك أمرٌ مشروع، ولكنا نُذكِّرك بأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أذن لأم المؤمنين عائشة بالنظر إلى الأحباش وهم يلعبون بالحِرَاب في مسجده الشريف صلى الله عليه وسلم ، وقام لها وأقامها وراء ظهره، ولم ينصرف حتى كانت هي التي انصرفت(1)، فقارِبوا وسدِّدوا، وائتمروا بينكم بمعروفٍ. ونسأل الله أن يقذف المحبةَ بينكم، والهدى في قلوبكم، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) أخرجه البخاري في كتاب «النكاح» باب «حسن المعاشرة مع الأهل» حديث (5190) من حديث عائشة ل قالت: كان الحبش يلعبون بحِرابهم فسترني رسول الله ﷺ وأنا أنظر، فما زلت أنظر حتى كنت أنا أنصرف، فاقدروا قدرَ الجارية الحديثة السنِّ تسمع اللهو.