صفة الحجاب الشرعي

الحمد لله ارتديت الحجاب الشرعي في هذا الشهر الكريم بعدما كنت متحجبة حجابًا غير شرعي، كنت أرتدي السراويل وما شابه ذلك، أما الآن والحمد لله ارتديت حجابًا فضفاضًا مع خمار طويل، ولكن أريد أن تساعدوني فيما يخص الجوارب والقفازين فهل هما فرض؟
عندي صديقة لي أحبها وأخاف عليها من الهلاك فأريدكم أن تساعدوني فهي متحجبة ولكن حجابًا غير شرعي بحيث ترتدي السراويل الضيقة والثياب فاقعة الألوان والألبسة الشفافة والضيقة وغيرها، وكذلك ترتدي ثيابًا غير محتشمة أمام محارمها، وكلما كلمتها على اللباس الشرعي تستمع لي وبعدها تجيب: أريد أن أتمتع بحياتي، ما زلت صغيرة، وتقول: لم يهدني الله بعد. كما تقول أيضًا: إن اللباس الشرعي يظهرني كبيرة في العمر.
ولكنني لم أيئس وإن شاء الله لن أفقد أملًا لأنها تفهم ما أقول وتحس وأحيانًا تبكي ولكنها ترجع على حالها.
جزاكم الله ألف خير، وبارك الله فيكم.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد عُرض أمرُ الحجاب الشَّرعيِّ ومواصفاته على مجمع فقهاء الشَّريعة بأمريكا في دورة مؤتمره السَّادس بكندا، ونصَّ في قراره في هذا الصَّدَد على ما يلي:
ثالثًا: حول اللِّباس والزِّينة: مواصفات اللِّباس الشَّرعي للمرأة المسلمة:
1. أن يستوعبَ جميع البدن، على خلافٍ في الوجه والكفين عند أَمْن الفِتْنة.
2. ألا يكون زينةً في نفسه.
3. يكون واسعًا لا يَصِف.
4. أن يكونَ صفيقًا لا يشفُّ.
5. ألا يكون مطيبًا.
6. ألا يُشبه لباسَ الرِّجال أو غير المسلمات فيما يخصهن.
7. ألا يكون لباسَ شهرةٍ لونًا أو شكلًا، وهو ما يُقصد به العُجْب أو يُؤدِّي إليه، ويكون بما خرج عن المألوف، وكان لافتًا للنَّظَر(1).
أما صديقتك الي تتذرع في تقصيرها في شعيرة الحجاب بقولها : أريد أن أتمتع بحياتي، ما زالت صغيرة، وتقول: لم يهدني الله بعد. كما تقول أيضًا: إن اللباس الشرعي يظهرني كبيرة في العمر- فهذا كله من تلبيس الشيطان عليها واستدراجه لها، فالتمتع بالحياة مشروع، ولكن في إطار الطيبات، كما قال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ [الأعراف: 32] أما قولها: لم يهدني الله بعد. فهذا رجم بالغيب فلا اطلاع لها على ما عند الله عز وجل، وتلك حجة المشركين الأوائل الذين كانوا يحتجون بالقدر في تسويغ كفرهم وشركهم، كما قال تعالى: ﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾ [الأنعام: 148] فاجتهدي- سلمك الله- في مناصحتهن واستديمي ذلك واحتسبي الأجر فيه على الله عز وجل، ونسأل الله لك التوفيق والسداد. والله تعالى أعلى وأعلم.

____________________

(1) فقد أخرج أحمد في «مسنده» (2/92) حديث (5664)، وأبو داود في كتاب «اللباس» باب «في لبس الشهرة» حديث (4029)، وابن ماجه في كتاب «اللباس» باب «من لبس شهرة من الثياب» حديث (3606) من حديث ابن عمر ب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ أَلْبَسَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ»، وذكره الكناني في «مصباح الزجاجة» (4/90) وقال: «هذا إسناد حسن».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   20 اللباس والزينة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend