إلزام الأب بناته غير البالغات بالحجاب

تتهمني زوجتي بالتَّضْييق على بناتي في أنني أطلب منهن لبسًا محتشمًا، وتقول: إنني مُتشدِّد وسأقود البنات لكراهية الدِّين، أحاول التساهل بعضَ الشَّيْء في تركهن يلبسن بلوزة تُقارب الركبة مع بنطال واسع فيقولون: إن هذا الرداء غير موجود، وإن صديقاتهن ستسخرن من لبسهن العجوز، أُريد الحقَّ لألتزم به مع بناتي، هل أتركهن بعد بلوغهن يرتدين ما يُرِدْن؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الحقَّ هو أن تجتهد في إقامة أهلك ومن استرعاك اللهُ إيَّاه على أمر الله عز وجل ، على أن يكونَ ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالرِّفق والتَّرْغيب، فما دخل الرِّفق في شيءٍ إلا زانه، وما نزع من شيءٍ إلا شانه(1).
ولا بأس من شَوبِ من الشدة في بعض الأحيان، والشدة المرادة هي: إظهار الغضب والسخط وعدم الرضا، ولكن الأصل هو الرِّفق وتألُّف قلوب أولادك على طاعة الله عز وجل ، بالكلمة الطيبة وبالعطيَّة المحببة، وأن تصبر في ذلك وتصابر وترابط، ثم قبل ذلك ومعه وبعده بالضَّراعة إلى الله عز وجل  أن يُؤلِّف قلوبَهم على الهدى، وأن يقذفه في قلوبهم. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) فقد أخرج مسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «فضل الرفق» حديث (2594) من حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend