زنى الأم مع زوج ابنتها

ما حكم أم زنت مع زوج ابنتها سنوات طويلة؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فتعجز الكلمات عن وصف بشاعة هذا الجرم وشناعته وقبحه! فـ«لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ»(1)! ويزداد الزنى قبحًا وشناعة إذا كان من محصن! ويبلغ ذروته إذا كان بين من تربطهما علاقة محرمية! فإن زوج البنت يحرم على الأم بمجرد العقد على ابنتها، فقد قال تعالى في المحرمات من النساء: ﴿وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ﴾ [النساء: 23] وليس أمامهما إلا المبادرة إلى التوبة الصادقة النصوح؛ إصلاحًا للماضي بالندم، وإصلاحًا للحاضر بالإقلاع عن الذنب، وإصلاحًا للمستقبل بالعزم على عدم العودة إلى ذلك أبدًا، والإكثار من فعل الصالحات، فإن الحسنات يذهبن السيئات(2).
وأمرُهما في قبول توبتهما إلى الله عز و جل ، ولكن هذا لا يفسد علاقة الزوجية القائمة بينه وبين ابنتها، فإن الحرام لا يحرِّم الحلال. والله تعالى أعلى وأعلم.

___________________

(1) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الحدود» باب «لا يشرب الخمر» حديث (6772)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «بيان نقصان الإيمان بالمعاصي ونفيه عن المتلبس بالمعصية على إرادة نفي كماله» حديث (57) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

(2) قال تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود: 114]

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   15 الحدود

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend