حكمُ الدعاء بقول: «بحق جاه النبي»؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن التوسُّلَ بجاه النبي صلى الله عليه وسلم من مواضع النَّظَر عند أهل العِلْمِ:
فمنهم مَن منعه صيانةً لجناب التوحيد حتى لا يكونَ التوسُّلُ بالجاه ذريعةً إلى دعاء النَّبي صلى الله عليه وسلم من دون الله، وبناءً على عدم ورود نصٍّ صحيح صريح في ذلك.
ومنهم من أجازه بناءً على حديث الأعمى الذي علَّمه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم دعاءً يدعو به لِيَرُدَّ الله عليه بصره، وفيه التوسلُ بالنَّبي صلى الله عليه وسلم(1).
وقد تأوَّله المانعون على أن المقصودَ بالحديث هو التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم. فالمسالة إذًا من مواضع النَّظَر، وإذا تردَّد الأمرُ بين كونِه سنةً وكونه بدعةً فتركُه أولى. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه الترمذي في كتاب «الدعوات» باب «في دعاء الضيف» حديث (3578)، وابن ماجه في كتاب «إقامة الصلاة والسنة فيها» باب «ما جاء في صلاة الحاجة» حديث (1385) من حديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه : أن رجلًا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني. قال: «إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قال: فادعه. قال: فأمره أن يتوضأ فيُحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ؛ إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى لِيَ، اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ». وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».