مسابقة «الطريق إلى مكة»

هناك مسابقة تُذاع على قناة (اقرأ) بعنوان: الطريق إلى مكة، للمشاركة فيها يرسل الشخص رسالة نصية قصيرة، فيردوا عليه برسالة تتضمن سؤالًا إن أجاب عليه بشكل صحيح دخل قرعة للمشاركة في المسابقة، والتي إن أجاب عن أسئلتها بشكل صحيح يفوز بمبلغ من المال ورحلة عمرة.
والسؤال: هل إرسال رسالتين من التليفون المحمول وبعد ذلك الدخول في قرعة يترتب عليها المشاركة في المسابقة أو عدم المشاركة يعد نوعًا من الغرر؟ أم أنه يجوز المشاركة في مثل هذه المسابقات؟ وجزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد ذهب السادة الحنفية(1) وبعض أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهما إلى جواز المسابقة على المسائل العلمية النافعة، كمسائل الفقه والتفسير ونحو ذلك من العلوم الشرعية والعلوم النافعة عمومًا، لكن بشرط أن تكون الجائزة من غير المتسابقين أو من أحدهم، ولا يجوز أن تشترط الجائزة على المسبوق؛ لأن هذا يُعَدُّ قِمارًا.
جاء في كلام ابن عابدين: «وحل الـجَعْل إن شُرِط المالُ في المسابقة من جانب واحد، وحرم لو شرط من الجانبين لأنه يصير قِمارًا»(2).
وبناءً على ما تقدم فينظر في تكلفة الرسائل الهاتفية، فإذا كانت أكثر من التكلفة العادية، فمعنى هذا أن المتسابق إما غانم أو غارم، وهذا حَدُّ القمار، وبالتالي تكون المسابقة غير جائزة، وإن كان موضوعها مباحًا لوجود المعنى المذكور فيها، فالداخل فيها إما أن يخسر ما دفعه إذا فشل، أو يربح ما دفعه ودفعه غيره من المتسابقين إذا نجح.
أما إن كانت تكلفة هذه المكالمات هي التكلفة العادية، وما هي إلا وسيلة للتواصل السريع والمريح بين المتسابقين؛ فلا حرج. والله تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) جاء في «حاشية ابن عابدين» من كتب الحنفية (6/402-405): «(و) كذا -تجوز المسابقة في- الحُكم (في المتفقِّهة) فإذا شرط لمن معه الصواب صح وإن شرطاه لكل على صاحبه لا».

(2) «رد المحتار» (27 /20).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 البيع, 06 قضايا فقهية معاصرة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend