لقطة التاكسي

يا شيخنا الكريم، أُريد أن أستفتيك في موضوع مهم، وهو: أنني أعمل في شركة تاكسي، وعادة ما ينسى كثيرٌ من النَّاس أشياء في التاكسي، وبحكم عملي فإن سائقَ التاكسي يُرجع هذا المفقود إليَّ لأنني أعمل في خدمة العملاء؛ لأن العملاء الذين ينسون أشياء فوق التاكسي يتَّصلون بنا، فأحيانًا نجد شيئًا مفقودًا ويتَّصل صاحبُه ونردُّه إليه، وعادةً لا يتَّصل فنحتفظ به عندنا، فما الحكم إذا طال الوقت ولم يأتِ صاحبه وأخذنا هذا الشَّيء وانتفعنا به؟ أفتنا يا شيخ، ولكم منا جزيل الشُّكْر.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا ينبغي لأحدٍ أن يلتقط اللُّقَطة إلا إذا عرف من نفسه الأمانة في حفظها والقوَّة على تعريفها، فإن لم يأنس من نفسه ذلك لم يَجُز له التقاطها، وإذا وُجدت آليَّات معاصرة للتعريف كتسليمها إلى جهة تتولَّى حفظ المفقودات والنَّاس يراجعونه فيما افتقدوه فإنها تُدفع إلى هذه الجهات، ويُستثنى مما سبق ما كان من المحقَّرات التي لا تتبعها هِمَّةُ مُفتقِدِها ولا يبحث عنها، كالرغيف والعصا ونحوه، فإنها يتملَّكها ملتقطها على الفور ولا تحتاج إلى تعريف؛ لما رواه أبو داود عن جابر قال: رخَّص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  في العصا والسوط والحبل يلتقطه الرَّجُل ينتفع به. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 البيع

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend