رد المشتري البضاعة للبائع بعد استعمالها

في كندا وأمريكا عامة المحلات تسمح للمشتري بضاعة أنه بإمكانه ردها في مدة محددة حسب سياسة كل محل، والعبارة غالبًا ما تكون: إذا لم تكن مسرورًا من هذه البضاعة بإمكانك إرجاعها خلال المدة المحددة.
– ما حكم شرعنا في هذا أولًا إذا أنا اشتريت بنية إبقاء البضاعة واستعمالها نهائيًّا، ولكن مع الأيام ندمت على هذا الشراء؛ لأنه لا يلزمني حقًّا؟
والأمر الذي أرجو من حضرتكم أن تبينوه لإخواننا، وهذا ما أحزنني، حين علمت أن بعضنا يشتري مثلًا خيمة للتصييف وبعد أيام يعيدها بحجة أنه لم يكن مسرورًا بالمنتج، والعكس صحيح، حيث تم استعمالها والانتفاع بها أليس هذا غشًّا؟!
المرجو التأكيد على هذه المسألة؛ لأن كثيرًا من المسلمين يقع عليهم خلط في هذا، بحجة أن البائع يقبل البضاعة ولو استعملت، فما رأيت وسمعت بأذني أنهم يأخذونها بنية إرجاعها بعد الاستنفاع بها. هل هذا من خُلق المسلمين؟ بارك الله فيكم وجزاكم الجنة.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الأصل أن البيعين بالخيار ما لم يتفرقا، فإذا تفرقا لزمت الصفقة، إلا إذا أعطى أحد الطرفين للآخر الحق في الخيار خلال مدة معينة فإنه لا حرج في الرد خلال هذه المدة، وعلى هذا فمن اشترى صفقة ثم بانَ له أنه غير مسرور بها فلا حرج في ردها بناء على ما شرطه البائع على نفسه من قبوله لمثل هذه الرد، حرصًا على إرضاء عملائه واجتذابًا للمزيد منهم.
ولكن ينبغي ألا يساء استعمال هذا الحق، بألا يكون للمشتري غرض في الشراء ابتداء، وإنما يشترى بنية الانتفاع بالسلعة أثناء مدة الخيار ثم ردها بعد ذلك تعويلًا على هذا الشرط، فإن هذا مما يتنافى مع مقصود البائع، ولا يخلو من شبهة الغش التي يجب أن تتنزه عنها بياعات المسلمين. ونسأل الله التوفيق للجميع. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 البيع

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend