حول العمل مع شركة جوجل إدسنس العالمية

كنت أعمل بشركة على الإنترنت، شركة جوجل إدسنس العالمية, شركة تعرض إعلانات بموقعي على الإنترنت، وعندما يضغط الناس على الإعلانات التي تعرضها الشركة أربح من ذلك, ولكنني تفاجأت أن الشركة, وهي شركة عالمية معروفة, بعثت إلي برسالة طرد من هذا العمل.
حتى الآن لا أعرف لماذا بالضبط؟! ولكنني قد أكون أخللت بشروط العمل وسياسة الشركة, اليوم أنا أفهم أكثر بهذا العمل, ولكن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, تمَّ طردي مع أنه مصدر رزق لي, والمشكلة أن الشركة لا تسمح بالاشتراك مرة أخرى- والله أعلم- إذا كان الطرد لبعض الأسباب، أنا أشعر بالظلم.
الآن فتحت حسابًا جديدًا عن طريق تغيير الاسم بشكل معين أو غيره, والآن أعمل حسب سياسات الشركة وبدون مخالفتها والحمد لله بدون أي غش إن شاء الله تعالى بالعمل, هل هذا حرام وغش؛ لأن الشركة لا تعلم أنني نفس الشخص, ولكنني أعمل بما يُرضي الله وبدون مخالفة الشركة, فالشركة تدفع لي مقابل الضغط على الإعلانات, طبعًا بدون أي غش أبدًا بالعمل.
هل تسجيلي بهذا الشكل وعملي حرام؟ هل ما أكسبه حرام؛ لأن الشركة لا تسمح بتسجيلي وأنا سجلت كأنني شخص جديد؟
أرجوك أنا في حاجة للعمل، وكانت هذه الشركة مصدر رزق بالنسبة لي, وطردوني ممكن بسبب بعض الأخطاء التي لن تتكرر إن شاء الله تعالى, ولكنني لا أريد أن أغضب الله تعالى أبدًا، هل العودة كأنني شخص جديد, وأعمل بما يُرضي الله تعالى مع الشركة هل يكون ما أكسبه حرامًا؟
السؤال الآخر أيضًا مهم جدًّا: هناك فتاوى كثيرة عن حكم العمل مع هذه الشركة شركة جوجل إدسنس، هل يجوز أصلًا العمل معها أم لا؟ عندي مواقع وتضع الشركة عندي إعلانات حسب محتوى موقعي, أقوم بفلترة الإعلانات المخالفة للشريعة الإسلامية, ولكن أنا لا أستطيع أن أجلس أمام جهاز الكمبيوتر أربعًا وعشرين ساعة لأراقب الإعلانات، وثانيًا وهذا أيضًا مهم جدًّا أن هذه الشركة قد تعرض دعايات مختلفة للزوار, مثلًا زائر من السعودية قد يشاهد إعلانات مختلفة عن الزائر الموجود بنفس الوقت بداخل موقعي ولكنه من أمريكا, كيف إذا بإمكاني معرفة ما يعرض لباقي الزوار وفلترته.
كثر الكلام حول هذا الموضوع, هل العمل مع جوجل إدسنس حلال أم حرام؟ وهل إذا قاموا بنشر أشياء مخالفة بموقعي أكون قد ساعدت- لا سمح الله- في نشر الحرام؟ فقد قرأت هذه الفتوى على الإنترنت التي أرعبتني، أرعبتني حقًّا، هل هي صحيحة؟ أرجو التوضيح.
هل أترك هذا العمل مع أنني في أمس الحاجة للمال؟ ماذا أعمل أرجوك؟ أنا أحاول دائمًا فلترة الإعلانات المخالفة، ولكن لا يمكنني معرفة ما يعرض لكل الزوار من كل الدول؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا يخفى أنه مع عدم القدرة على ضبط ما يرد إلى الموقع من إعلانات، والتي قد تتضمن فيما تتضمن دعوات إلى الفسق والرذيلة، بل وإلى الكفر وعبادة غير الله، فيصبح هذا العمل ليس هو المرفأ الذي ترسوا عليه سفائن المتقين، وإنما يجتهدون في تقليل مفاسده ما استطاعوا، ويبقون فيه مرحليًّا بقدر حاجتهم إليهم، ثم يتحولون عنه عند أول القدرة على ذلك، مع بذل الجهد في التماس البديل المشروع المناسب، وأن يرى الله من قلوبنا أنها كارهة لما نعجز عن ضبطه في هذه المرحلة الانتقالية.
أما استخدام اسم آخر فلا أعرف أحدًا يُجيز الغشَّ وانتحال شخصية أخرى، ولكن قد يكون من المخارج أن تتفقي مع أحدٍ ممن تثقين فيه أن يكون الحساب باسمه، وأن تُديري له هذا العمل، وترضخي له شيئًا من المال، ربما كان هذا مخرجًا مناسبًا لمثل حالتك؛ لأن الشركة مستعدة للتعامل مع كل أحد، والذي يهمها في النهاية هو إنجاز عملها على النحو الذي تقرره. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 البيع, 10 الوظائف والأعمال

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend