حكم المال الحرام بعد التوبة

أخوكم من الجزائر يسأل حول قضيتين ويريد إجراءات عملية يقوم بها:
1- أنا جمركي اشتغلت مدة 20 سنة في هذه المهنة، وأثناء هذه الفترة كنت أتقاضى رشاوى- أموالًا، أثاثًا، أشياء مختلفة- مقابل تقديم تسهيلات للمسافرين على حساب القانون. فتكوَّن لدي ثروة من مال الرشوة ومن المال الذي أتقاضاه مقابل عملي، والآن لي مسكن وسيارة وعقار وأرض وأثاث، وقد تاب الله عليَّ وقررت التوبة وعدم العودة لأخذ الرشاوى، وإني في حيرة من أمري الآن حول ما أملكه، حول كيفية التصرف والإجراءات العملية التي أقوم بها لكي أرضي ربي وضميري وأتوب توبة نصوحًا.
2- لي مسكن أسكن فيه حاليًا، وهو في الأصل ملك لوالدي، وقد ساهمت في بناء الطابق الثاني من مال الرشوة، ثم توفي الوالد، وبعد ذلك اتفقت مع أخي الوريث الوحيد على شراء نصيبه منه من نفس المال المشبوه، والآن قد صار المسكن ملكًا لي بالوثائق، وأنا الآن تبت من تعاطي الرشوة، والسكن الذي أقطنه غالبه من مال الرشوة، فماذا أفعل؟ مع العلم أن لي عائلة أعولها وليس لي دخل ولا أجر إلا ما أتقاضاه من مهنتي. فأرشدوني حفظكم الله لأني في حيرة من أمري.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
نسأل الله أن يتقبل توبتك، وأن يحسن عاقبتك في الأمور كلها، ونوصيك بصدق اللجْء إلى الله عز وجل وطول القيام بين يديه، واعلم أن الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات.
وبعد، فإن المال الحرام الذي نتج عن تصرفات غير مشروعة لا يطيب أكله، ولا يلزم رده في مثل حالتك إلى من أُخذ منهم حتى لا يجمع لهم بين العوض والمعوض، وإنما سبيلك إلى براءة الذمة من هذه الأموال التخلص منها بتوجيهها إلى المصارف العامة، وتستبقي لنفسك من هذا المال ما لا غنى لك عنه من ضروراتك وحاجاتك الأساسية، وأرجو أن تثاب على ذلك ثواب العفة عن الحرام. ونسأل الله لي ولك التوفيق. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   01 البيع

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend