حكم العمل في مجال السياحة وما يترتب عليه من كسب

الشيخ الفاضل جزاكم الله خيرًا ونفع بكم، ويعلم الله أنا نحبكم في الله.
أنا أبلغ من العمر الأربعين، متزوج ولي ثلاثة أبناء وخريج كلية الألسن القسم الألماني، ومنذ أن تخرجت وأنا أعمل في المجال السياحي، والآن أنا مدير لإحدى كبريات شركات السياحة في الغردقة بالبحر الأحمر. أنا في حيرة من أمري وضاق صدري من هذا العبث الذي أنا فيه وأريد أن أبرأ لديني وأفر بنفسي وأسرتي إلى الله، وزوجتي ملتزمة والحمد لله، والأولاد يحفظون القرآن، وقد منَّ الله على أحمد ابني بختم ربع يس بفضل الله تعالى، وأرى في الأولاد سمات الخير والصلاح ومواهب تحمُّل مسئولية الدعوة إلى الله، ولا أريد أن أضيع هذه الفرصة على نفسي وأن أتحمل وزرهم يوم لا ينفع مال ولا بنون.
سيدي الشيخ، مجال العمل لدينا- ولا يخفى على لبيب مثلكم- هو استقبال وتوديع الأفواج السياحية، وعمل البرامج السياحية المختلفة لهم من زيارة المعابد في الأقصر والمتاحف في القاهرة، وكذلك الرحلات البحرية في الغردقة ومعظم الدخل من ريع هذه الرحلات. فما مشروعية هذا الكسب؟ وخاصة أن صدري ضائق به منذ فترة لقضية الولاء والبراء وقضية العون على البر والتقوى والنهي عن الإثم والعدوان.
وكذلك موضوع تعامل الشركة مع البنوك المختلفة في مصر.
فهل أستمر في هذا العمل مع شروط ومحاذير معينة ألتزم بها، أو هو كسب غير مشروع وعليَّ أن أبحث لي عن كسب أطيب؟
وإن كان ذلك كذلك فهل أتركه فورًا أم أنتظر حتى أبحث عن كسب أطيب؟ مع الوضع في الاعتبار أني أستطيع أن أوفر لأهلي قوت عام كامل كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم والحمد لله.
وماذا أفعل بالأموال التي ادخرتها من هذا العمل؟
الشيخ الفاضل، أريد من سيادتكم جوابًا شافيًا عما يجيش في صدري ولا تأخذك بنا رأفة في دين الله، وأنا عندي يقين كامل وأسرتي أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، ونحن على استعداد لتحمل المتاعب والصعاب كي نبرأ لديننا عساه أن يكون تكفيرًا للذنوب وتطهيرًا للعيوب.
أسال الله أن يسددكم في فتواكم وأن يلهمكم الصواب والرشد وأن يغفر لنا ما مضى ويصلح لنا ما بقي، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وأساله أن يعجل لي بالفرج وأن يجعل لنا مخرجًا ورزقًا حلالًا طيبًا.
جزاكم الله خيرًا على سعة صدركم ولا تنسونا من دعائكم.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
العمل في هذا المجال لا ينفك بطبيعته عن المحرمات والمتشابهات. ومثلك وقد رزقه الله قلبًا نحسبه عامرًا بالإيمان ونفسًا نحسبها لوامة منيبة إلى الله تعالى- ولا نزكي على الله أحدًا- ننصحك بالبحث عن بديل وما فات يغفره الله، وإذا أكثرت من الصدقة كان أنقى لدخلك وأرضى لربك. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   01 البيع

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend