شيخنا الفاضل؛ أعمل محاسبًا بشركة ملاحة (ملاك سفن شحن) وهم الآن بصدد التعاقد على نقل شحنة من السجائر من أحد الدول إلى دولة أخرى، وأود أن أستفسر حول مشروعية إتمام هذه الصفقة، وما الموقف الذي يتوجَّب علي أنا كمحاسب القيام به إذا تمت تلك الصفقة؟
أرجو الرد على وجه السرعة (معذرة) لأن البتَّ في التعاقد سيكون غدًا أو بعد غد.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا تجوزُ المعاونة على إثم أو عدوان كما قال تعالى:{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } [المائدة: 2].
والسجاير مما تحققت مضرتُه فتأكد تحريمُه، فاجتهد في اجتناب ما يتعلق بمتابعة هذه الصفقة من إجراءات إدارية أو مالية إن استطعت.
فإن عجزت عن ذلك، وكان لهذا العمل طابع النُّدرة فاستغفر الله بعده، وتخلص مما يعادل العمل في هذه الصفقة من دخلك، احتياطًا وتطهيرًا لمالك.
وإن تكرر هذا وأصبح من ضروريات العمل في هذه الشركة فتهيأ للرحيل؛ وابحث لنفسك عن عمل في موقع آخر، لا تتعرض فيه للإعانة على مثل هذه المخالفات. والله تعالى أعلى وأعلم.