تجارة التبغ
يا شيخ صلاح، أرجو أن تكون في خير وعافية، وأن يمد الله في عمرك وأن يبارك لك وينفع بعلمك، أما بعد:
فيا شيخنا الكريم، أحد الإخوان طلب منا أن نستفسر فضيلتكم عن الاستثمار في التبغ؛ إذ ينوي شراء «توباكو شوب» في إحدى المدن الأمريكية، وقال: إن بعض أقاربه قد أفادوه بحرمة ذلك، والله نسأل أن يجزيك خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد ثبتت مضرَّة التبغ بما لا يدع مجالًا للشك، وقد نهت الشريعة عن الضرر والضرار.
فلا يجوز تعاطي التبغ، ولا الإعانة على تعاطِيه، بتصنيع أو تسويق أو توزيع أو تجارة، لعموم قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا ۚ وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ۚ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا ۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة: 2]. والله تعالى أعلى وأعلم.