تأجير يخت للأجانب

أملك يختًا في شرم الشَّيخ وأقوم بتأجيره للأجانب، وليس فيه خمر، ولكن الأجانب قد يُحضرونها معهم، وهناك مبيتٌ في اليخت، ولا أدري هل الأجانب متزوجون أم لا، فما حكم تأجيري لهذا اليخت مع العلم بأنني لا أدري ما حال النَّاس المؤجِّرة، وهل يجب البحثُ وراءهم هل معهم خمرٌ أم لا وهل هم متزوجون أم لا؟ وهل عليَّ إثم أم أنه ليس لي دخلٌ؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
ففي مقاطع الحِلِّ والحرمة لا يظهر حرجٌ في تأجيرك لليخت، وهو وسيلةٌ للاستجمام المشروع في البحر من حيث المبدأ، وشأنه شأن غيره من الوسائل المحايدة يُمكن أن تُستخدم في الخير ويُمكن أن تُستخدم في الشرِّ، وتقع التَّبِعة على عاتق الـمُباشِر لهذا الاستخدام.
أما الإعانة على الشرِّ المحذورة في مثل ذلك فهي الإعانة المقصودة أو المباشرة، فما لم تكن الإعانةُ مقصودةً أو مباشرةً فلا تقع في دائرة التحريم المستيقن.
هذا كما ذكرنا في مقاطع الحِلِّ والحرمة، أما في مدارج الورع فلا يُحِبُّ الصالحون من عباد الله هذا النوع من الاستثمار الذي يجعل كَسْبهم ودخلهم كلَّه منوطًا بمثل هذه المناشط التي لا يكاد يتردَّد عليها إلا الفُسَّاق أو غيرُ المسلمين، وهم يَرْتعون فيها ويمرحون بلا حُرَيجة من دين أو خلق!
فإن استطعتَ أن تستشرف التخلُّصَ من هذا النوع من الاستثمار في المستقبل بالكُلِّيَّة وأن تُوجِّهَ استثماراتِك إلى مجالاتٍ أكثرَ طهرًا وأكثرَ نقاءً تكون فيها أرضى لربِّك وأنقى لكسبك فأولى لك ذلك، فأولى ثم أولى لك فأولى!
نسأل الله لنا ولك العزيمة على الرُّشْد والنَّجاة من الإثم. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 البيع

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend