بخس حقوق العاملين وتأخير المرتبات

أنا آنسة أبلغ من العمر 30 سنة، مهندسة، من عائلة مرموقة في بلدتي، مات والدي منذ سنتين وترك لي أمي مريضة وأختًا تعمل والأخرى في الثانوية العامة. منذ 6 سنوات أحضر لي أحد أقاربي عملًا عند أحد أصدقائه وأخبره أني محتاجة إلى العمل، مع العلم أن أقاربي عندهم أكثر من مصنع وأحسن حالًا منه ولكنهم لا يشغلون أقاربهم، وبالتالي كنت فريسة لصاحب العمل يستغلني لمصلحته، يوهمني بالحب، لا يعطيني مالًا نظير مجهودي، بالعكس كان يبخس حقي، يُسيء معاملتي أمام القريب قبل الغريب، كنت أعمل معه كل شيء من بداية مشروعه، وكنت المهندسة الوحيدة معه، ثم بعد أن كثر نشاط شركته وأنا المديرة يبخس حقي ولا يُعطيني حقي ولا حتى يعطيني مرتبي في ميعاده بحجة أن ظروفه صعبة. يوقع بيني وبين زميلاتي في العمل لمصلحته. أوهمني بالحب والزواج عندما أتمُّ 30 سنة، ثم قال لي: أنا لا أستطيع الزواج منك لأن عنده بنات. وقال: انتظريني حتى يتزوجن، علمًا بأن الصغرى عندها 16 سنة، وقال لي: أنا ليس عندي وقت للزواج أنا أريد أن أجمع المال لأبنائي قبل أن أموت، والحقيقة هو لا يريد الزواج حتى لا يصبح لي نصيب في الميراث، علمًا بأنني كنت أحبه لكنى كنت أخاف من غضب الله وكنت أريد الزواج على سنة الله ورسوله، وعرض عليَّ الزواج العرفي فنهرته، وهو بعد موت أبي يعلم جيدًا أني محتاجة للمال ولم أجد عملًا آخر أعيش منه فيذلني به. مع العلم أنه مكروه من كل العاملين والعملاء لأسلوبه القذر، فقط أريد أن أعلم هل لي عنده حق أم لا؟ وما جزائي عند الله؟ مع العلم أني لم أقصر معه في العمل وأعطيت كل مجهودي للعمل، ثم أخيرًا أريد أن أعلم رأي الدين في الآتي:
– الوعد بالزواج والوهم بالحب كذبًا، مع العلم أن ابنته تعاني من نفس المشكلة ونفس الحالة النفسية السيئة.
– تأخير مرتبات الناس عن ميعادها وعدم زيادتهم مع مرور 6 سنوات.
– الأقارب المقتدرون ماديًّا لا يساعدونني بالحصول على عمل مناسب، وتخليهم عن ثلاث بنات، وتركي أعمل عند هذا الرجل مع أني أخبرتهم بمعاناتي عند هذا الرجل.
– تأخير زواج البنت.
– استمراري بالعمل عنده.
– السخرية والتعالي على الناس بما أعطاه الله.
هل جزاء هذا الرجل سأراه في الدنيا والآخرة؟ وهل سيعوضني الله دنيا وآخرة عن معايرته لي دائمًا بعدم زواجي حتى الآن؟ مع العلم أن عنده بنات.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن ما ذكرته في رسالتك- إن صحَّ- يمثل جملة من المنكرات والمخالفات الشرعية الجسيمة، أما أمر العقوبة على ذلك فمرده إلى الله وحده، إن شاء وفقه إلى توبة، وإن شاء أخذه بذنبه، وإن شاء عجل له العقوبة في الدنيا، وإن شاء أمهله إلى يوم تشخص فيه الأبصار، وله في كل ذلك الحكمة البالغة والحجة القاطعة: لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴿23﴾ [الأنبياء: 23].
وإن كان لك يا بنيتي سبيل لترك هذه البيئة دونما تعرض لمفسدة أكبر فافعلي، وفوضي أمرك إلى الله عز وجل، وتذكري قول الله جل وعلا: وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ [إبراهيم: 42]. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   01 البيع

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend