أنا طالب نجحت في مناظرة تُخوِّل لي التدريس في الكلية، لكن ما يثير قلقي وأَرَقي شيء أود لو أن تتفضل عليَّ بفتوى أو نصيحة:
نجاحي كان بعد اجتياز اختبارين: أحدهما كتابي، والآخر شفاهي. لقد سوَّلت لي نفسي وغششت في الاختبار الكتابي، قمت بالغِش في ثلاثة اختبارات من أصل أربعة، ثم صدرت النتائج وأعلن نجاحي ومروري لمرحلة الاختبار الشفاهي، الذي اجتزته بنجاح، مع العلم أني لم أغش فيه، بل اجتزته بمجهودي الخاص.
خوَّل لي النجاحُ العملَ في إحدى الكليات براتب يقارب الألف دينار تونسي، الله يعلم أني قمت بالغش فقط في الاختبار الكتابي؛ لأني بلغت ثمانية وعشرين عامًا أفنيتُ أغلبها في الدراسة، وكنت أتمنى العمل لأقبض أول راتب محترم في حياتي، والأهم هو رسوُّ الفرحة والابتسامة والرضا عند أمي ووالدي، مع العلم أني تبت إلى الله توبة نصوحة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فمن ألمَّ بشيء من معصية الله عز وجل  فإنه تلزمه المبادرة إلى التوبة إلى الله عز وجل ؛ إصلاحًا للحاضر بالإقلاع عن الذنب، وإصلاحًا للماضي بالندم على ما كان، وإصلاحًا للمستقبل بالعزم على عدم العودة إلى ذلك فيما يستقبل من الزمان؛ ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء: 110].
أما بالنسبة للوظيفة فاجتهد في أداء عملك المنوط بك على الوجه المنشود، وحصِّل من الخبرات والدورات التدريبية ما تصقل به أداءك في هذا الموقع الوظيفي، وأصلح حاضرك ومستقبلك يستر الله عليك ما كان منك فيما مضى ويغفره لك.
وأصحابُ الوظائف يعنيهم في الجملة حسنُ أداء الموظف لمهامه ومدى ما يتحلى به في قيامه بها من كفاية وأمانة أكثر مما يعنيهم الدرجة العلمية التي يحملها، وكم من شباب أمضى سحابة أعمارهم في تحصيل درجات علمية وكانت وظائفهم خارج هذا الإطار بالكلية.
وأخيرًا: الزم أبواب الضراعة والاستغفار، وأكثر من فعل الخيرات، وعمل الصالحات، وربك واسع المغفرة. والله تعالى أعلى وأعلم.