العمل في قاعات الأفراح(1)

أعمل في قاعة لإقامة الحفلات والمؤتمرات والأفراح، ولكن طبيعة عملي في هذه القاعة هي خدمة واستقبال الزُّوَّار وصناعة المشروبات العادية، وممنوع دخول الخمور داخل الدار أو تقديمها بأية صورة من الصور.
وعملي ليس مساءً، بمعنى أنني لا أرى الأفراح ولا الأغاني ولا ما شابه ذلك، أي أن عملي ينتهي قبل بداية الأفراح، مع العِلْمِ أنني محتاجٌ إلى العمل في هذه المهنة بسبب عدم وجود فرص عملٍ كافية للشباب، وأيضًا لأنني مُقبِلٌ على الزَّواج وأحتاج إلى العمل بشدة. فهل هذا العمل حرامٌ وأمواله محرمة؟
إنني قد سألتُ قبل ذلك في هذا الأمر رجلًا حافظًا للقرآن لكنه ليس لديه مِن العِلْمِ الكثير وقال أنه أيضًا سأل شيخًا فقال له: ما دُمتَ لا ترى الأفراحَ أو الأغاني أو ما شابه ذلك، وما دمت تأخذ أجرك مقابل ما تعمل به وهي مشروبات ليست مُحرَّمةً وليس بها خمور أو ما شابه ذلك- فإن الأجر الذي تأخذه ليس حرامًا لأنك تعمل به وتأخذ مقابلًا، فلهذه الأشياء أجرك حلال.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد جاءت الشَّريعة المطهرةُ بالتوسعة في الأفراح، ولكنها توسعةٌ منضبطة بضوابط الشَّريعة وآدابها، ولكن أغلب صالات الأفراح في واقعنا المعاصر لا تخلو من كثير من المخالفات، كخروج النِّساء إليها متبرجاتٍ بزينة، والاختلاط الفاحش بين الرِّجال والنِّساء، والأغاني المصحوبة بالمعازف ونحوه.
ومنعُ الشَّريعة مِن مِثْل ذلك لا يخفى على مسلمٍ غير مغلوب على عقله، والإعانة على ذلك إعانةٌ على منكرٍ، ولكن درجاتِ هذه الإعانة متفاوتةٌ، فيُفرق بين مَن يُباشر هذه المخالفات ومن كان عملُه في جزئيات مشروعة ولكنها تصبُّ في النهاية في التحضير لهذا الأمر العام، ولكلٍّ نصيبُه من المسئولية بحسب مشاركته.
فاجعل بقاءك في هذا العمل بقدر ضرورتك إليه، واعتبره مرحلةً انتقالية في حياتك، وأدم البحثَ عن بديلٍ مشروع تكون فيه أرضى للربِّ جلَّ وعلا وأَعْبَدَ له، وانتقل إليه عند أول القُدْرة على ذلك. وأرجو أن يسعك في هذه المرحلة الانتقالية عفوُ الله عز وجل . واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 البيع, 10 الوظائف والأعمال

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend