في ظل الوضع الراهن: ما هي شرعية ومشروعية العمل في جهاز الاستخبارات المصري؟ وما علاقة ذلك بالورع؟ وما هي النية السليمة للعمل في هذا المكان في الوضع الراهن؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الأصل في هذا الجهاز وغيره من أجهزة الجيش أنها أجهزة وطنيَّة تسعى لتأمين البلاد، وتوفير أمنها، وحماية ثغورها، والأصل في العمل فيها أنه امتداد لعمل المرابطين والمجاهدين إن حسُنَت في ذلك النيات، والتزمت بأخلاق المجاهدين، وما طرأ عليها في أزمنة العلمانية من فساد في القصد، وفساد في العمل- انحرافٌ طارئ.
ومن قوِيَ على أن يصبر نفسه على ما يغشاها في هذه المرحلة الراهنة من فساد في الوجهة والأداء، ونصح لجيشه وأمته من خلال وجوده في هذا الموقع، وسعى في استصلاح الأحوال ما استطاع- فذلك حسن، ولكن هل يقوى على ذلك؟ ويحافظ على هذا المقصود الحسن ابتداءً ودوامًا؟!
قد يكون الغالب في مثل ذلك فساد النيَّات، وعدم القدرة على البقاء على الجادة في ظل فساد الأحوال والأجواء، وإن كان هذا لا يعني استحالة ذلك!
ولهذا فإنه يختلف الحكمُ في ذلك باختلاف الأحوال والأشخاص، والمرءُ أمين على دينه، وعليه أن يجمع في سعيه هذا بين الاستشارة والاستخارة. والله تعالى أعلى وأعلم.