العمل في تصدير المنشطات الجنسية

أعمل مع طبيب صيدلي يُصدِّر أدوية مسكنات ومنشطات جنسية لدول أجنبية، قد تكون شركات وعيادات لكن معظهما لأشخاص عن طريق النت أو إعلان في إحدى هذه الدول، وقد يكون المشتري من المسلمين.
ويتم الشحن عن طريق شركات الشحن، وأحيانًا يعطل الشحن فتدفع شركات الشحن أموالًا أكثر في المطار لكي تخرج هذه الأشياء، وأنت تعرف عن طر يق الأموال أي شيء يخرج.
ويعمل معي صديق لكن أحيانًا يكذب عليَّ، فأحيانًا يأخذ أشياء من هذه الأدوية لكي يوصلها إلى شركات الشحن كأنها هدية، وعندما يسأله أحد عن عمله يقول: أعمل في صيدلية. ويكذب.
وقد تركت هذا العمل خوفًا من أن أكون وقعت في إثم شرعي، وخاصة أني ملتزم ومتزوج، وعندي أولاد وأخاف أن أطعم أولادي من عملي فيكون المال حرامًا، حتى لو هو حلال فأنا أعلم أن الشريعة تُحرِّم الضرر حتى على غير المسلمين، وتحرم الربا على غير المسلم، وخاصة أن الذي يشتري هذه الأشياء معظمهم أشخاص، فمن كثرة الاستعمال يؤدي الضرر بهم، وهذا ليس من سمات الإسلام، وعلمًا أن صاحب هذه التجارة يتصدق بأموال كثيرة. أفدني أفادكم الله.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فـ «الْبِرُّ حُسْنُ الْـخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ»(1)، فإذا حاك في صدرك من عملك شيء، وخشيت أن تكون فيه ممن يعينون على إثم أو عدوان، وتيسر لك بديل مناسب، فلا تعدل بالسلامة شيئًا، تحوَّل إلى هذا البديل عند أول القدرة عليه، وأطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة(2). والله تعالى أعلى وأعلم.

______________________

(1) أخرجه مسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «تفسير البر والإثم» حديث (2553) من حديث النواس بن سمعان الأنصاري رضي الله عنه .

(2) فقد أخرج الطبراني في «الأوسط» (6/311) حديث (6495) من حديث ابن عباس ب قال: تليت هذه الآية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم : ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا ﴾ [البقرة: 168]، فقام سعد بن أبي وقاص فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : «يَا سَعْدُ، أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَقْذِفُ اللُّقْمَةَ الْـحَرَامَ فِي جَوْفِهِ مَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُ عَمَلُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَأَيُّمَا عَبْدٍ نَبَتَ لَـحْمُهُ مِنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ». وذكره المنذري في «الترغيب والترهيب» (3/350) وقال:«رواه الطبراني ورواته إلى نصيح ثقات، وقد حسَّن هذا الحديث أبو عمر النمري وغيره، وركبٌ قال البغوي: لا أدري سمع من النبي صلى الله عليه وسلم  أم لا، وقال ابن منده: لا نعرف له صحبة. وذكر غيرهما أن له صحبة، ولا أعرف له غير هذا الحديث»، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (10/291) وقال: «رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفهم»، وذكره الألباني في «السلسلة الضعيفة» حديث (1812).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 البيع, 10 الوظائف والأعمال

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend