أرجو منك شيخي الجليل أ.د: صلاح الصاوي أن تسامحني لأنني قد أثقل عليك بسؤال آخر تابع لسؤال سابق، ووجب أن أذكر هنا أنكم يا شيخي بعد الله لنا.
وكم أنا سعيد جدًّا بكم، أخرجكم الله من ضيق الدنيا والآخرة كما تخرجوننا من مآزقنا.
أنا يا شيخي الجليل تركت العمل في الخنزير والخمر منذ فترة بلا رجعة إن شاء الله، وقال لي أحد الأئمة الأفاضل وقتها بأن أخرج النسبة المئوية للخنزير والخمر من المال الكلي وأتخلص منه؛ لأنه لم يكن كل عملي في الخنزير والخمر، بل جزء من الوقت الكلي للعمل، فحسبت النسبة وزدت عليها من عندي اجتهادًا وهي ثلاثة آلاف دولار من المجموع وهو خمسة عشر ألف دولار، حيث قال لي الإمام: إن شاء الله أنت بذلك تخلصت من المال الخبيث فقط، ويجوز لي بذلك التصرف بالبقية، وهي اثنا عشر ألف دولار حلال.
وبالفعل تصرفت بها، فهل تصرفي سليم؟ لا أخفي عليكم يا شيخي أنني في صراع وغير مرتاح أخاف أن يكون كل المبلغ (بما فيها الاثنا عشر ألف دولار) مالًا خبيثًا، فهل هي كذلك؟ خاصة أنني صرفتها بعد التخلص من (الثلاثة آلاف دولار وهي حسب اعتقادي الخبيث فقط). وإن كان في رأيكم أن كل المال (الخمسة عشر ألفًا) خبيث بالرغم من عملي الجزئي في الخمر والخنزير، فهل يجوز لي جمع مبلغ (الاثني عشر ألف دولار) من مصدر حلال ثم التخلص منها؟ بارك الله فيكم وفرج كرباتكم كما تفرجون كرباتنا بإذنه عز وجل.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن تجارتك كانت مختلطة، فيها ما يحل وفيها ما يحرم، والذي يجب التخلص منه هو ما نتج عن الأنشطة المحرمة، أما ما نتج من ربح عن الأنشطة المشروعة فلا حرج في تموله، وعلى هذا فما أُفتيت به صحيح، وتصرفك سليم، ولا يلزمك أن تعمل لتجمع مبلغ اثني عشر ألف دولار لتتخلص منها، والحمد لله على رحمته بعباده، وزادك الله حرصًا وتوفيقًا، والله تعالى أعلى وأعلم.