أحيانًا تقوم إدارة مؤسسة بخصم 5% عن موظف من راتبه مرة في السنة أو مرتين سنويًّا، في حالة وفاة أحد الموظفين، ولكن وضع الموظف أحيانًا يكون ممتازًا جدًّا، فهل المال الذي يؤخذ بخجل حرام أم حلال؟ وما حكم الشرع في هذه المسألة؟
الرجاء التوضيح، مشكورين على جهدكم الجبار في خدمة الإسلام والمسلمين. وبارك الله فيك.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فالأصل أنه لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه(1)، ولا ينبغي أن يُكره أحد على التبرع، إلا إذا كان هذا جزءًا من التعاقد مع الموظف، أي تلك هي سياسة المؤسسة التي جرى على أساسها التوظيف، والتزم بها ورضيها جميع العاملين.
ومن ناحية أخرى فينبغي إشاعة روح التراحم والمواساة، والتخلص من الأثرة والشح، قال تعالى:﴿ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: 9].
فإن «مَثَل الْـمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْـجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْـجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْـحُمَّى»(2).
ومواساة عائلة الزميل المتوفى من المروءات ومكارم الأخلاق، فلا ينبغي أن يكون في صدرنا حرج من ذلك، وهي جزء من التأمين الاجتماعي التكافلي، الذي يتواضع عليه العاملون في موقع واحد، فإن كأس الموت دائرة على الناس جميعًا.
|
فما تفعله مع عائلة أخيك اليوم سيُرد إلى عائلتك غدًا، والأيام دُوَل،﴿ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران: 140].
ونسأل الله أن يردنا إليه ردًّا جميلًا، وأن يحملنا في أحمد الأمور عنده وأجملها عاقبة. والله تعالى أعلى وأعلم.
______________________
(1) متفق عليه.
(2) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «رحمة الناس والبهائم» حديث (6011)، ومسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم» حديث (2586)، من حديث النعمان بن بشير ب.