هدايا العاملين في البنوك الربوية

ما هو حكم تلقِّي هدايا من شخص يعمل في بنك ربويٍّ، سواء كانت هدايا مالية أو هدايا ينتجها البنك بنفسه عليها اسم البنك وتوزع في المناسبات؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن العاملين في البنوك الرِّبَوية ليسوا سواءً: فمنهم من يعمل في مجال الائتمان، وهذا عمل محرم بلا نزاع، للعن رسول الله آكل الرِّبا ومؤكله وكاتبه وشاهديه وقوله: «هُمْ سَوَاءٌ»(1)! ولا تنبغي معاملته ولا قبول هداياه إذا لم يكن له مصدرٌ آخر للدخل.
ومنهم من يعمل في مجالات مشروعة كالخدمات المصرفيَّة التي يقدم البنك فيها خدمة يأخذ مقابلها أجرًا، ولا علاقة لها بالقروض، فهذا عمله مشروع.
ومنهم من يكون عمله مُركَّبًا قد جمع فيه بين هذا وذاك، فهذا الذي قد اختلط الحلال بالحرام في عمله ودخله، وينبغي له أن يستصحب نية التَّحوُّل عن هذا العمل عند أول القدرة على ذلك، وأن يسعى جادًّا في البحث عن بديل مشروع خالٍ من الرِّبا ومن الرِّيبة، لا يستثنى من ذلك إلا من كانت له في وجوده في هذه المواقع نيَّة صالحة، كاكتساب خبرة مصرفيَّة ليعمل بها أو ليستعين بها في إنشاء مصرفيَّة إسلاميَّة في موقع آخر، ونحو ذلك من النِّيَّات الصَّالحة.
ولا حرج في معاملة من اختلط الحلال بالحرام في ماله، وقبول هديَّته، وينوي أنه يأخذ من الجزء المشروع من ماله، لتعلُّق الحرام بالذِّمَّة الأولى وليس بذمة المهدى إليه، أو المتعامل معه.
إلا أن للمسألة مأخذًا آخر، وهو ترك معاملة هؤلاء وقبول هداياهم إنكارًا عليهم لينزجروا عن الاسترسال في هذه الأعمال المشتبهة، فمن كان امتناعه مُؤثِّرًا في تغيير هذا الحال فينبغي أن يقبض نفسه عن التَّعامل مع هؤلاء ليحملهم بامتناعه هذا على مراجعة مواقفهم والتَّوبة منها.
أما إذا قدم لك بعض ما يقدمه البنك من الهدايا التي يروج فيها البنك لمنتجاته فلا حرج في الانتفاع بها وإزالة ما يقتضي الدعاية للبنك وتسويق منتجاته منها.
ونسأل الله التَّوفيق للجميع، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) أخرجه مسلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الربا والصرف

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend