دفع أقساط شهرية للبنك وديعة للأبناء

أودُّ أن أعرفَ ما حكم الإسلام في وديعة للأبناء عبارة عن وَضْع مبلغٍ ماليٍّ شهريًّا في البنك من حقِّ الابن أن يستردَّها عند بلوغه سنًّا معينة؟ مع العلم أنهم يُخيِّرونك كيف تُريد أن تُستثمر أموالُك: في البورصة، أو في استثمارٍ آمنٍ كما يُسَمُّونه. مع العلم أن المبلغ الذي يأخذه الابن مُحدَّد مُسبقًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن كانتِ الجهةُ التي تُودع لديها هذا المال مصرفًا إسلاميًّا يعمل وَفْقًا للشريعة وله هيئةُ رقابةٍ شرعيَّة تُراقب أعماله وتتأكد من مطابقتها للشَّريعة فلا حرج، أمَّا إذا كانت من المصارف التَّقْليديَّة التي تتعامل بالرِّبا أخذًا وإعطاءً فلا يَحِلُّ الإيداع لديها إلا في الحسابات الجارية التي لا تُدر لصاحبها فوائدَ، على أن يكونَ ذلك عند انعدام البديل الإسلاميِّ، أو مسيس الحاجة إلى هذا الإيداع لاعتباراتٍ قانونيَّة أو اقتصاديَّة.
وكلمة «استثمارات آمنة» لا تعني بالضَّرورة المطابقة للشَّريعة، ونحن إذ نُقدِّر لك رعايتك لأولادك وحرصك على تأمين مستقبلهم، لنودُّ أن نُؤكِّد لك أن أعظم ميراثٍ يتركه الآباء للأولاد هو تقوى الله عز و جل ، وحرصهم على ألا يُدخلوا عليهم شيئًا من هذه المكاسب الخبيثة؛ فقد قال ربِّي جلَّ وعلا:﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [النساء: 9]. زادك اللهُ حِرْصًا وتوفيقًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الربا والصرف

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend