القرض الشبابي في الجزائر

فضيلة الشيخ، أنا شاب جامعي جزائري متخرج منذ أربعة سنوات- مهندس- غير أني أعاني من البطالة منذ تخرجت. تقدمت لشغل وظيفة في عدة مسابقات، ولكن المحسوبية والمحاباة تضرب أطنابها.
سؤالي فضيلة الشيخ هو: أن الدولة لدينا تمنح الشباب قروضًا لإنشاء مؤسسات خاصة، ولكن المشكلة أن هذه القروض هي بالصيغة التالية:
– يساهم الفرد بخمسة في المائة من رأس مال المشروع.
– تساهم وكالةٌ أنشأتها الدولة لخلق مشاريع للشباب البطال بخمسة وعشرين في المائة عن طريق قرض غير ربوي.
– يساهم بنك وطني بنسبة خمسة وسبعين في المائة على أن تتكفل الدولة بتسديد خمسة وتسعين في المائة من فوائد القرض الممنوح من قِبَل البنك، مما يجعل قيمة الفائدة على القرض حوالي خمسة وثلاثين من مائة في المائة، والقرض على شكل شيك يُسلَّم لصاحب المشروع، ولكنه مُوجَّه حصرًا للبائع «شيك موجه لشراء السلعة ». أفيدونا مِن علمكم رحمكم الله.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن يَسِيرَ الربا وكثيره حرام، وهو من الكبائر كما لا يخفى على مثلك، وأدلة ذلك مستفيضة في نصوص الوحيين قرآنًا وسنة صحيحة.
وإنني لأعجب إن كانت الدولة قد تكفَّلت بدفع قيمة الفوائد، فلماذا تُبقي هذه النسبة اليسيرة وتحملها لمن تُعينهم من الشباب؟ وهي نسبة لا تجني من ورائها شيئًا يُذكر، اللهم إلا توزيع الإثم على الجميع!
إن النظر هنا ليس في تحريم قليل الربا وكثيره، فذلك من المحكم، وإنما النظر في تقدير ضرورتك، فإن الاقتراض بالربا يرتفع إثمه عند الضرورات، وعلى المضطر أن يرجع إلى مفتيه لتقدير ضرورته، فارجع إلى أهل العلم في بلدك واعرض عليهم حالتك ليقدِّروا مدى ضرورتك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الربا والصرف

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend