هل يجوز لي العملُ في البنوك؛ حيث إنني أعمل في مكانٍ حكوميٍّ، ولكن يكثر به عدم الأخلاق وعدم الاحترام ومشاكل أخرى كثيرة، وحيث إنه الآن أصبح من الصَّعْب إيجاد فرصة عمل مُستقِرة؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد ناقش مجمعُ فقهاء الشَّريعة بأمريكا في دورة انعقاد مؤتمره الخامس الـمنعقد في المنامة بالبحرين قضيَّةَ العمل في المصارف الرِّبَويَّة، وأصدر فيها هذا القرارَ نسوقه لك بنصِّه ومنه يُعلم الجواب:
القرار السَّابع: العمل في المصارف الرِّبَويَّة:
• الأصل في العمل في المصارف الرِّبَويَّة أنه غير مشروع، لِلَعْن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم آكلَ الرِّبا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقوله: «وَهُمْ سَوَاءٌ»(1). مع اعتبار الضَّرورات، على أن تُقدَّرَ بقدرها ويسعى في إزالتها.
• وقد رخَّصت المجامع الفقهيَّة لمن لم يجد عملًا مباحًا أن يعمل في الأماكن التي يختلط فيها الحلال والحرام، بشرط ألا يُباشر بنفسه فِعل الـمُحرَّم، وأن يبذلَ جهده في البحث عن عملٍ آخر خالٍ من الشُّبُهات.
والمجمع لا يرى ما يمنع من تطبيق هذا الحكم على العمل في المصارف الرِّبَويَّة، فيُرخِّص في العمل في المجالات التي لا تتعلَّق بمباشرة الرِّبا كتابةً أو إشهادًا أو إعانة مباشرة أو مقصودة على شيءٍ من ذلك. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
______________
(1) أخرجه مسلم (1598).