التعامل مع البنك الوطني للتنمية

شيخي الكريم، أنا من مصر، ولا أعرف بنكًا إسلاميًّا يكون إسلاميًّا فعلًا ويكون غير بنك «فيصل»، يا ليت، وأريد أن أضع في «البنك الوطني للتنمية»، ولكنهم يقول: إنه إسلامي، ولكن هناك مشايخ كثيرون يقولون: إنه كذب، وإن بنك «فيصل» هو الإسلامي. وهناك مشايخ قالوا: ليس هناك في مصر بنوك إسلامية نهائيًّا.
فلذلك أريد أن أعرف: هل «البنك الوطني للتنمية» إسلامي بحقٍّ أم غير إسلامي؟
وهل لو وضعت الأموال في بنك ربوي لكن في حساب إسلامي هل يكون ذلك حلالًا أم حرامًا؟
وهناك سؤال أخير: عندما يختلف العلماء هكذا، فبأي رأي آخذ؟ هل بالرأي الذي أراه صحيحًا حتى لو كنت مختلفًا مع صاحبه في أمر آخر، أم أنني ملزم بأن آخذ كل شيء من عالم واحد؟ فقد سمعت أن المستفتي لابد أن يختار عالمًا يجتهد أنه الأفضل لديه، لكن أنا لا أستطيع اختيار عالم معين؛ لأني لا أعلم مَن هو التقي، أو من هو الذي يتماشى مع آرائي.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن البنكَ الذي يُعلن عن هويته الإسلامية في وثائقه الرسمية، ويتخذ له هيئة رقابة شرعيَّة تُشرف على مشروعية أعماله، يسع عموم الناس التعامل معه، إلا إذا أفتاهم الثقات عن معاملة معينة من معاملاته أنها معاملة محرمة.
ولا حرج في التعامل مع فروع المعاملات الإسلامية في المصارف التقليدية، ولا يضر الخلط الحسي للأموال؛ لوجود الفصل المحاسبي بينها، والنقود لا تتعين بالتعيين.
وإذا اختلفت على المستفتي فتاوى المفتين، فإنه يلزمه الترجيحُ بينها بالأعلمية والأفضلية، ويعلم ذلك بالشيوع والاستفاضة.
ولا يلزم المستفتي من عموم الناس اتِّبَاعُ شخص بعينه، بل يلزمه سؤال أهل الذكر حَسَبما يتيسر له، ولم يضيق الله عليه باتباع مذهبٍ بعينه لا يتجاوزه إلى غيره؛ فإن العامي لا يصحُّ له مذهبٌ، بل مذهبه مذهب من أفتاه.
بارك الله فيك، وزادك حرصًا وتوفيقًا. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الربا والصرف, 06 قضايا فقهية معاصرة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend