التأمين الشامل عند شراء سيارة

أرجو من فضيلتكم أن تتكرموا عليَّ من وقتكم الكريم في الرد على المسألة التالية:
أنا عندي سيارة قديمة قد أصابها الصدأ وتُخرج رائحة حرق زيت، ولا آمن على أهلي فيها، خاصة أن والدتي ستقوم بزيارتي إن شاء الله بعد شهرين لتمضي معي وزوجتي بعض أشهر، وخاصة أننا في انتظار مولود إن شاء الله سيأتي في الصيف.
فكرت في عمل «ليس» استئجار لمدة ثلاث سنين ثم شراء السيارة؛ حيث إن وضعي المالي لا يسمح حاليًّا بشراء سيارة، فلا أملك إلا سعر تذكرة قدوم والدتي.
أنا تخرجت السنة الماضية بدرجة الدكتوراه في الهندسة، وأعمل حاليًّا في كاليفورنيا، لكن ما زال عليَّ حوالي خمسة آلاف دولار دينًا.
في الصيف الشركة التي أعمل بها ستصرف لي مبلغ عشرة آلاف دولار لقاء إنهائي سنةً أولى معهم، فكرت أن أُسدِّد ديني وأشتري سيارة مستعملة في البداية، لكني لا أرغب في أن أقتني سيارة مستعملة؛ لما قد يتطلب مني ذلك مقدارًا من المال قد يكون كثيرًا أو معتدلًا بحسب ما قد سأكتشفه بعد شرائي للسيارة المستعملة، أضف إلى ذلك أن شراء سيارة مستعملة سيتطلب مني وقتًا أطول وجهدًا أكثر في البحث والتمحيص.
قد يأتي مولودٌ لي ولم أمتلك السيارة بعدُ، صديق لي كان قد اشترى سيارة جديدة وأعار سيارته القديمة لأخ آخر، وقد عرض عليَّ أن يسترجع سيارته من ذاك الأخ ويعيرني إياها على أن أعير سيارتي القديمة لذلك الأخ؛ حيث إنه يستعملها فقط للذهاب للعمل وزوجته معها سيارة أفضل حالًا.
المشكلة أني لا أريد أن أسبب المشاكل لكل هؤلاء الإخوة ولنفسي ولأهلي، حيث إن الحل بأخذ سيارة استئجار «ليس»، وأستطيع بعد مدة أن أتملكها، لكن المشكلة أن شركة السيارات تُجبر المستأجر أو المشتري على اقتناء تأمين شامل على السيارة، فأنا في هذه الحالة مجبر، إمام مسجدنا قال لي: لا ضير. ولكني أحب أن أتأكد من سماحتكم، مع الشكر.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الذي يظهر أنه لا حرج في اقتناء السيارة الجديدة على النحو المذكور، وإن اقتضى ذلك تأمينًا شاملًا عليها؛ لأن من صور الترخص في التأمين أن تلزم به النظم السائدة، في سلعة تمس الحاجة إلى شرائها، ولا يلزم أن تبلغ هذه الحاجة مبلغ الضرورة، فإن التأمين إنما منع لما يتضمنه من الغرر، والغرر يترخص فيه عند الحاجات، بخلاف الربا فإنه لا يترخص فيه إلا عند الضرورات. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend