أنا عندي شركة، هل يجوز لي أن آخذ قرضًا من شخص بدون فائدة على أن أرجعه لمدة سنة وخلال هذه المدة أعطي الشخص أرباحَ التجارة بنسبة معينة كل شهر خلال هذه السنة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن كل زيادة مُشترَطة في القرض تُعَدُّ من الربا الجليِّ القطعي بإجماع المسلمين، فهذه الصورة التي ذكرتَها لا تحل إلا إذا كان ذلك تبرعًا محضًا من جانبك لم يسبق به شرط ولا عرف، فيكون حينئذٍ من قبيل حسن القضاء.
ولكن لماذا القرض أيها الموفق؟! خذ منه ما شئت من المبالغ وأدخله شريكًا معك في الشركة: إما في صفقة معينة، أو على الشيوع في كل أعمال الشركة. وفي نهاية المدة تتم التسوية الحسابية فيأخذ مبلغه وما قسمه الله من رزق، ويتحمل في نفس الوقت ما عسى أن يتعرض له المال من خسارة لا قدر الله؛ فإن الغنم بالغرم و«الْـخَرَاجُ بِالضَّمَانِ»(1).
ونسأل الله أن يُغنيَك بحلاله عن حرامه، وبطاعته عن معصيته. والله تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) أخرجه أبو داود في كتاب «البيوع» باب «فيمن اشترى عبدًا فاستعمله ثم وجد به عيبًا» حديث (3508)، والترمذي في كتاب «البيوع» باب «ما جاء فيمن يشترى العبد ويستغله ثم يجد به عيبًا» حديث (1285)، من حديث عائشة ل. وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».
