الاقتراض بالربا للضرورة

أقطن في تونس، ولا يوجد بنك إسلامي يعطي قروضًا بدون فوائد، مع العلم أن الحياة صعبة في تونس، مع غلاء المعيشة وضعف القدرة الشرائية.
السؤال: هل يجوز الاقتراض من البنوك في الحالات التالية فقط:
لشراء مسكن إذا لم يقدر على امتلاكه من حرِّ ماله؟
شراء سيارة للعمل بها وإعالة أبنائه؟
في الحالات المرضية الكبيرة والمكلفة والتي تستوجب التدخل الفوري لإنقاذ حياة بشر؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الاقتراض بالربا لا يترخص فيه ولا يرتفع إثمه إلا عند الضرورات، وشراء مسكن ليس دائمًا من الضرورات ما دام قد توفر بديل من ذلك وهو الإيجار، فإن الضرورة هي وجود بيت يكنُّ الإنسان، مملوكًا كان أو مستأجرًا.
أما السيارة فإنها إذا تعيَّنت سبيلًا لإعاشة الأهل، وتعين الاقتراض الربا سبيلًا إليها كان ذلك من مواضع الرخصة، ولكن لا تعجل بالترخص يا بني فإن أمر الربا خطير، وصاحبه يستهدف بنحره لحرب الله ورسوله(1)، فالحذر الحذر!
أما ما ذكرت من الحالات المرضية الكبيرة أو المكلفة والتي تستوجب التدخل الفوري لإنقاذ بشر فإن الرخصة فيها بيِّنة، ما دام قد تعين الاقتراض الربوي سبيلًا لدفع هذه الضرورة. والله تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ *  فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 278، 279]

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الربا والصرف

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend