اختلاف العلماء حول قرض مصر من صندوق النقد الدولي

ماذا تقول في هذا الكلام؟
علماء الدين: القروض الخارجية ليست ربا. والضرورات تُبيح المحظورات. وقالوا: إن هناك قاعدة شرعية تدلُّ على أن الضرورات تُبيح المحظورات، وأن الظروف الصعبة التي تمر بها مصر نتيجة الأحداث الجارية أثرت على ميزانية الدولة، مما جعلها غير قادرة على حل الكثير من المشكلات.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
ففي مثل هذه الأوقات يكثُر الهَرَجُ والتقاوُل بالحقِّ وبالباطل، وإذا حقَّقتَ هذه المقولات ورجعت إلى أصحابها ربَّما وجدت الأمر مختلفًا بالكليَّة، فلا تستفزنك مثلُ هذه التصريحات، ولا تُلبِس عليك دينَك.
أما أن الضرورات تُبيح المحظورات فهذا حق، فقد قال تعالى: ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ [البقرة: 173].
وأما كون الضرورة متحققة فهذا الذي تقع فيه المنازعة، ففي بلادنا موارد منهوبة وثورات مغصوبة، فإذا رُدَّت هذه الأموال المنهوبة واستعيدت هذه الثروات المغصوبة، ثم لم تكفِ بحاجات الدولة، ولم تجد من يقرضها قرضًا حسنًا من جيرانها من العرب والمسلمين ساغ لها أن تترخص في شيء من هذه القروض بما يكفي لدفع ضرورتها ولا تزيد، ومرد الأمر في تقدير ذلك إلى الفقهاء والخبراء مجتمعين، ولا مدخل في شيء من ذلك للعامة وأشباه العامة. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الربا والصرف, 06 قضايا فقهية معاصرة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend