السؤال: هل يجوز أكل طعام من هم غير أهل الكتاب كما هو الحال مع البوذيين من الصين مثلًا، أم الأمر متعلق فقط بذبائحهم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
عندما يتحدث أهل العلم عن حل طعام أهل الكتاب وعن حرمة طعام غيرهم فإن المقصود من الطعام في هذا المقام هو الذبائح خاصة؛ وذلك لأن الذبائح تصير طعامًا بفعل الذابح، فحَمْل قوله تعالى: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ﴾ [المائدة: 5]على الذبائح أولى، بل هو المتعين؛ لأن إضافة الطعام إليهم يقتضي أنه صار طعامًا بفعلهم، أما ما عدا ذلك من الأطعمة فقد خلقها الله مطعومة ولم تصر طعامًا بفعل آدمي.
وعلى هذا فإن ما سوى الذبائح من الأطعمة فهي على أصل الحل أيًّا كان مالكها، كتابيًّا كان أو غير كتابي، إلا إذا كان قد ورد دليل يدل على تحريمها لذاتها.
وقد روى البخاري في «صحيحه» عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ﴾ [المائدة: 5] أنه قال: طعامهم ذبائحهم(1). والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) أخرجه البخاري معلقًا في كتاب «الذبائح والصيد» عقب باب «ذبائح أهل الكتاب وشحومها من أهل الحرب».