صديقة لي متزوجة منذ 14 سنة, تعيش مع زوجها وأولادهما الخمسة في بيت أم الزوج, علمًا أنه الولد الوحيد لدى أمه المطلقة، تعرضت لمشاكل عديدة كلما حملت بطفلة, تارة من جهة حماتها وتارة أخرى من جهة زوجها, وقد كانت تذهب لبيت عائلتها غاضبة من دون الأولاد, ثم تعود لوحدها لا يرجعها أحد, وهي صبورة جدًّا, خانها زوجها مع امرأة (زنى معها) وعندما طلب منها السماح سامحته. ومنذ شهر وهما لا يتكلمان مع بعضهما، ينامان في نفس الغرفة مع الأولاد لكن كل واحد في سرير منفرد لا توجد معاشرة زوجية بينهما, إذا أرادت أغراضا للبيت ترسل له الأولاد ليحضروها, سألت إمامًا فقال لها إنه يجوز للمرأة أن تهجر فراش الزوجية بما أن الزوج غير صالح، علمًا أنه لا يصلي، ويدخن ويشرب الخمر، فما حكم هذه العلاقة الزوجية؟ نحن نعلم أن الملائكة تلعن المرأة التي ترفض معاشرة زوجها لليلة واحدة فما بالك بشهور, فماذا عليها أن تفعل؟
أرسلت له أصدقاءه ليرشدوه للطريق المستقيم من دون جدوى. هل يجب عليها تركُ البيت؟ ليس لديها أي مكان تذهب إليه مع أولادها. وهو لا يكسو الأولاد، هي من تقوم بذلك من مالها الشخصي. أفيدونا أفادكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فنسأل الله أن يجمع للسائلة بين الأجر والعافية، ولا يخفى أن ضيق ذات اليد وافتقاد البديل هو الذي يحمل على استمرار هذه المعاناة، ولا يسعنا إلا أن نقول لها: استمري في التماس استصلاح الأحوال، سواء من خلالك مباشرة أو من خلال بعض ذوي الفضل من أهل الدين، واجتهدي في الابتهال إلى الله في خلواتك وأسحارك أن يردَّ زوجك إليه ردًّا جميلًا، وأن يقذف في قلبه الهدى، ولا تيئسي من روح الله عز وجل فإن رحمة الله قريب من المحسنين!
ولا ننصحك بهجره فربما يزيد هذا الهجر في عناده ويستثير الشيطان الرابض في عروقه، وربما أدى قربك منه عند توجيه النصح إليه إلى تألف قلبه وإزالة الغشاوة عن سمعه وبصره. والله تعالى أعلى وأعلم.
هجر الزوجة فراش الزوجية
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 05 النكاح