زوجتي تركتني ولي أربعُ أبناء وحاولت مرارًا وتكرارًا أن أرجعها ماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن للحياة الزوجية طريقين لا ثالث لهما: الإمساك بالمعروف، أو التسريح بإحسان.
فإذا عجزت عن إمساك زوجتك بمعروف واستفرغت وُسعك في ذلك، وسعيت في استصلاح الأحوال التي حملت زوجتك على النفور منك والفرار منك، ووصلت بعد ذلك كلِّه إلى طريق مسدود، فإن التسريح بإحسان هو الحل في هذه الحالة.
ولكن ينبغي أن تُكرِّر محاولاتِك في استصلاح الأحوال قبل أن تعجل بالطلاق، رعايةً لجانب الأولاد الذي يُعَدُّون أول المتضررين من قرار الطلاق، فرحمةً بهم وإحسانًا إليهم ندعوك إلى مضاعفة جهدك في استصلاح أحوال أهلك قبل الوصول إلى هذه النهاية البئيسة.
ومن قبل ذلك ومن بعده ندعوك إلى تجديد التوبة النصوح إلى الله عز وجل ، فإنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يُكشف إلا بتوبة كما ندعوك إلى التضرُّع إلى ربك جل وعلا والانكسار بين يديه.
واعلم يا عبد الله أن أزمة القلوب بين يديه، فالقلوب إليه مُفضية، والسِّرُّ عنده علانية، وهو الذي يحول بين المرء وقلبه(1)، فاجتهد في الدعاء وربُّك أكرم من سئل وأرأف من ملك. والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) قال تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ [الأنفال: 24]