زوجي يعاملني معاملة سيئة جدًّا؛ فهو يضربني ضربًا مبرحًا، فأذهب إلى بيت أهلي وبعد ثلاثة أشهر أو أكثر يرجعني، وهكذا… إلى أن أمست الحياة معه مشمئزة، فهو يعاهد أهلي وأهله على ألا يعود لهذا ثم يخلف.
بقيت سبع سنوات من غير طلاق، ورجعت إليه مرة أخرى، بقيت معه سبعة أشهر حيث ألزمه والدي أن أسكن قريبة من منزلنا، لست أدري ماذا أفعل معه؛ فهو يضربني لأتفه ما يدور في خاطره.
هكذا مرت عشرون عامًا وأنا على هذه الحال ما بين بيتي وبيت أهلي، ولكن هذه المرة ضربني وشتمني بالكفر وسب الجلالة وجرني إلى بيت أهلي حيث لم يجد أحدًا بها فزادني في الضرب والركل من دون سبب مقنع فلذلك طرده والدي مخاطبًا إياه وهو غاضب: هذا يكفي. لأنه هو من كان يلزمني بالرجوع بقوله: إنه سيرجع إلى عقله.
ولكن هيهات، ماذا أفعل وهو لا يريد الطلاق ويوهمني بالرجوع وأن حاله انصلح؟ كيف وأن والدي الحبيب قد توفي وأمي مريضة وأنا أرفضه وأكرهه في كل لحظة؟!
أنا أعمل موظفة وأقوم بديني والحمد لله ليس لي إلا أن أطلب من الله أن يشفي والدتي وألا يذرني فردًا وهو خير الوارثين، علمًا بأن لي من النفقة مدة ثماني سنوات، هل أطلبها وقد ترك لي كل أثاث المنزل؟
عمري الآن ثلاثة وأربعون عامًا وليس لنا أطفال والعيب منه، أرشدوني هل يغضب الله مني إلى الآن أنني لم أطلب الطلاق؟ وشكرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
الأصل في العلاقات الزوجية التراحم والمعاشرة بالمعروف، فإذا نشز الزوج وخرج على مقتضيات المعاشرة بالمعروف فأساء عشرة زوجته بسب أو ضرب ونحوه، وكانت الزوجة قد استنفدت معه كل وسائل الإصلاح المعتبرة من الوعظ وتوسيط أهل الصلاح والدين لنصحه وتوجيهه، ثم عسر عليها أن تستديم عشرته- فلا حرج عليها أن تطلب التطليق للضرر، فإن عجزت عن إثبات الضرر وبقي زوجها على مضرتها وإمساكها ضرارًا فإن لها أن تفتدي نفسها منه بما قدمه لها من مهر وتفوض أمرها إلى الله عز وجل وعند الله يجتمع الخصوم.
وبناء على ذلك فإذا صح ما ذكرتِ من شكايةٍ فإن لك الحق في طلب التطليق للضرر، فإن عسر عليك إثبات الضرر فلك الحق في المطالبة بالخلع. ونسأل الله أن يجبر كسرك وأن يطيب خاطرك، والله تعالى أعلى وأعلم.