منع الزوج زوجته زيارة أبيها وإخوتها لتحرش أبيها بها صغيرة

سائلة تسأل: بنت تحرش أبوها فيها بالملامسات غير اللائقة بالمرة، ولم يحصل زنًى، وبعدما كبرت البنت تزوجت وأخبرت زوجها بما حصل معها، وكان من الزوج أن منعها من زيارة أبيها إلا نادرًا، أو زيارة أبيها لها.
تمت مواجهة الأب من أطراف أخرى فطلب العفو وتاب، ونحسبه قد صلح أمره، والله أعلم، لكن الزوج يعتبر أن الأب قد انتهك عرضه، ويعيِّر زوجته بما حصل معها، ويرفض زيارة أبيها لها، حتى لو كان معه أشخاص آخرون، بحجة أنه لا أمان له، وأن التوبة بينه وبين الله، ولو جاء الأب بطعام يمنع الأبناء من الأكل منه، كما يفرض على زوجته الحجاب أمام أبيها في الحالات النادرة التي يحصل بينهما لقاء.
علاوة على ذلك أصبحت الحياة بينهما صعبة جدًّا؛ إذ يعيرها بما جرى دائمًا، ويعتبر أنها قد تفعل نفس الشيء للأطفال.
لم ينته الأمر عند الأب، بل أضاف الزوجُ للأب إخوةَ المرأة، ويرفض أن يحصل بينهم أية خلوة، مع أن الإخوة حالهم بخير، ونحسبهم أكثر صلاحًا، فماذا ترى؟ وجزاك اللهُ خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن تعييره لزوجته بما ذُكر لا يليق بأصحاب المروءات فضلًا عن أصحاب الدين؛ لأن المرء لا يُلام على شيء أُكره عليه أو استُغلت فيه غفلته في طفولته، وما كان ينبغي للزوجة أن تذكر ذلك لزوجها، ولكن تمضي الأمور بقدر.
أما مشاعره نحو أبيها ومنعه من زيارتها فإن لها ما يفسره، وفَرْق بين تفسير الشيء وتسويغه؛ فقد تبقى في النفس بقية من شكوك وجراحات رغم إعلان التوبة والإنابة، وخير له أن يقبل ظاهره وأن يكل سريرته إلى الله عز وجل .
أما توسيعه الدائرة لتشمل إخوتها فهو نوع من الغلو والشطط في المشاعر الذي لا يليق، وينبغي عليه أن يراجع نفسه في ذلك، فبالعدل قامت السموات والأرض، والحل يتمثل في مناصحة الزوج من قبل بعض أهل الدين الذين يتوقع أن يكون لهم عنده وجه ووجاهة؛ فإن أقلع عن ذلك فذلك ما كنا نبغي، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإن كانت الأخرى فإن الزوجة تخير بين الصبر أو طلب المفارقة. ونسأل الله أن يلهم الجميع رشده. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend