مناهي ليلة البناء

أسال عن موكب العرس الدينيِّ من لباسٍ ومن الجلوس في أثناء عقد الزواج والفرح، وكذلك حينما أدخل بها من صلاةٍ وأدعية وكيفية الجماع وفضِّ غشاء البكارة، وهل السنة باليد أم بالعضو؟ وهل تشغيل القُرْآن في غرفة أخرى به وزر؟ وأثناء الزِّفاف أرى أناسًا ترشُّ ماءً وملحًا أو تكسر بيضًا؛ ما حكم هذا؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الأصلَ في العادات الحِلُّ حتى يأتي ما يدلُّ على التَّحْريم، ولعلنا نكتفي بالإشارة إلى بعض المنكرات التي تصحب ليلة الزِّفاف في العادة، فإذا عُوفيت منها فقد سلمت:
فأول ذلك الاختلاطُ المنكر الذي يكون في بعض الأفراح مع ما يشيع في العادة من تزيُّن النِّساء بهذه المناسبة وظهورهن في أبهى حلة وأكمل زينة.
ومن المنكرات كذلك اصطحاب فِرَق الغناء لهذا الحفل مع ما يصحب ذلك من المعازف، وليس الغناء محذورًا في ذاته في هذه الليلة، وإنما الغناء الماجن، والمعازف التي وردت النُّصوص بالنهي عنها لم تَستثنِ من ذلك إلا الدُّفَّ.
ومن ذلك كذلك تصويرُ الحفل، سواء أكان ذلك بالفيديو أم التصوير الفوتوغرافي، وشيوع هذه الصور ووقوعها في يد من تحلُّ له رؤيتها ومن لا تحلُّ، مع ما يصحب ذلك من الفتن والمنكرات.
ومن ذلك صعود الزَّوْج للجلوس بجوار زوجته على المنصة على مشهد من الرِّجال والنِّساء، وربما يغازلها أو يقبلها أمام النَّاس في مشهد تجرَّد مِن كلِّ أبجديات الحياء الذي جُبِلت عليه هذه الأُمَّة.
ومن ذلك ما شاع في بعض القرى من افتضاض غشاء البكارة بالإصبع على ترقُّبٍ من الحفل أن يخرج إليهم بمنديله مخضوبًا بدماء البكارة، في مشهدٍ أقرب إلى الهمجية والوحشية، كلُّ ذلك مما يسخطه الله ورسوله.
فإذا تجرَّد حفلك من هذا فأنت في سَعَةٍ من أمرك.
ويَحسُن بك إذا دخلت على زوجِك أن تُمسك بناصيتها وتدعو الله قائلًا: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهَا وَخَيْرِ مَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ»(1)، وإن قدَّمت بين يدي دعائك هذا ركعتين تَؤُمُّ فيهما زوجتك فقد أحسنتَ؛ لثبوت ذلك عن بعض الصَّحابة رضوان الله عليهم(2).
ولا أعرف سنة في تشغيل القُرْآن في غرفة أخرى أثناء البناء، بل الأقرب الانكفاف عن ذلك.
أمَّا ما ذكرتَ من تكسير البيض ورشِّ الماء والملح فهو من البدع قطعًا. ونسأل اللهَ لنا ولك العافية، وأن يبارك لكما، وأن يبارك عليكما، وأن يجمع بينكما في خيرٍ، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

____________________

(1) أخرجه مسلم (2160).

(2) وهم عبد الله بن مسعود وأبو ذر وحذيفة وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين، كما أخرج ذلك ابن أبي شيبة في «مصنفه» وعبد الرزاق في «مصنفه».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend