ممارسة الزوجة العادة السرية لعجز زوجها جنسيًّا

أنا زوجة عمري خمسة وأربعون عامًا، لم يُعاشرني زوجي منذ خمسة عشر عامًا، واللهُ أعلم بحقيقة الأمر إذا كان مريضًا أو مربوطًا، فهل ممارسة العادة السِّرِّيَّة في هذه الحالة حرام؟ بارك اللهُ فيكم.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن حقَّ العفاف من الحقوق المكفولة في الحياة الزَّوجيَّة؛ فإن عقد الزَّواج عقدٌ يُفيد حِلَّ الاستمتاع بين الزَّوجين على الوجه المشروع، وينبغي على الزَّوج المبتلى أن يسعى في التماس العلاج، فـ «مَا أَنْزَلَ اللهُ عز و جل  دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ»»(1)، وينبغي على من لم يجد نكاحًا أن يستعفف، كما قال تعالى: ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النور: 33].
وقضاء الوطر خارج إطار الحياة الزَّوجيَّة أو ملك اليمين منهيٌّ عنه في مثل قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ *  إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ *  فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ﴾ [المؤمنون: 5 – 7].
فنُوصيك بالتصبر، فإنَّ مَن يتصبَّر يُصبِّره الله، ونُوصي زوجك بالتماس العلاج، ونسأل اللهَ لنا ولكما العافية. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_______________

(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (1/413) حديث (3922)، وابن ماجه في كتاب «الطب» باب «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء» حديث (3438) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، وذكره الكناني في «مصباح الزجاجة» (4/50) وقال: «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend