هل يجوز للزَّوج مصُّ ثدي زوجته وشرب حليبها؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الأصل هو حِلُّ الاستمتاع بين الزَّوجين، لا يستثنى من ذلك إلا ما ورد النَّصُّ بتحريمه، وهو الدُّبُر والحيضة، فيحرم إتيان المرأة في دبرها؛ لما ورد في ذلك من الأدلة الصَّحيحة، كقوله تعالى: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾ [البقرة: 223]، ولا يكون الحرث إلا في موضع الولد؛ ولقوله ﷺ: «أَقْبِلْ وَأَدْبِرْ وَاتَّقِ الدُّبُرَ وَالْـحَيْضَةَ»(1).
ويَحرُم جماعُ الحائض؛ لقوله تعالى: ﴿فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ﴾ [البقرة: 222]، والمقصود: اعتزالُ جماعهن، وكذا في النِّفاس حتى تطهر وتغتسل.
ويبقى ما عدا ذلك على أصل الحِلِّ، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
______________
(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (1/297) حديث (2703)، والترمذي في كتاب «تفسير القرآن» باب «ومن سورة البقرة» حديث (2980) من حديث ابن عباس رضي الله عنه ، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن».